القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

الطريق إلى الحياة الطيبة

145

كتب _عصام علي

قال – تعالى – :
” مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (٩٧)’ [سورة النحل]

لا يقل بَرْدُ هذه الآية وسلامها عن برد النار وسلامها على سيدنا إبراهيم – عليه السلام – حين ألقاه قومه في النار، فأحيانا تتأزم الحياة تجاهنا بكل منافذها حتى ليشعر المرء أن الحياة بلا قيمة وأن إنسانيته – فيها – مدخل بؤسه ، وأخلاقه النبيلة مصدر أرقه ، بل إنه ليجد في قلبه السليم – الذي لا يحمل بُغضا ولا أذى لأحد – أساس هزائمه في تلك الحياة !
فتأتي تلك الآية الكريمة لتنقذه من براثن تلك الأزمات النفسية التي تتكالب عليه ، فتؤكد في نفسه العمل الصالح ، وتزيد في ضميره ضرورة أن يبقى بذلك القلب المؤمن النقي ؛ فأجره على الله – تعالى – بحياة طيبة في الدنيا وجزاء على أحسن أعماله !

تأمل أخي كرم الله – تعالى – الذي يجازي المحسِن لا على مجموع حسناته التي قد يكون فيها ضئيل القيمة ، بل يجازيه على أحسن أعماله ، وكأن كل أعماله بهذا الحُسن الذي يناسبه أحسن الجزاء، فما أكرمك ربنا!

ولذلك فعلى المرء – دائما – أن يحيا بأمل الله – تعالى – وليكن على يقين بتحقيق وعد الله في الدنيا بحياة طيبة، شريطة أن يسلك طريقها الذي قرره المولى – سبحانه في ( الإيمان والعمل الصالح) وليثق بعد تلك الحياة الطيبة أنه سيلاقي في الآخرة أحسن الجزاء !

إياك وأن تقول :” لا أمل لي في حياة كلها بؤس ..” ومثل هذه الكلمات التي تهزم الدخيلة ، بل ثق دائما في عطاء الله – تعالى – ومِنحه ما دمتَ صادقا تلتزم سبيل الله – تعالى- بقلبٍ مؤمن به – سبحانه – وعمل صالح تبتغي به رضاه ..

قد يعجبك ايضا
تعليقات