كتب_د. فرج العادلي
أحدى السيدات الفضليات وقد قاربت الثمانين من العمر اتصلت بي لشدة مرضها، وضعفها، وحاجتها للعلاج أثناء النهار، اتصلت علها أن تجد عندي رخصةً لإفطار بعض أيام من العشر الأُوائل من ذي الحجة !!
وقدمت لي أسبابًا كثيرةً صادقة لفطر هذه الأيام، والحقيقة إن هذه الأسباب تسقط عنها صيام شهر رمضان نفسه،
ومع إجابتي لها بوجوب الفطر (بأمر الطبيب لها كما ذكرت) إلا أنها كررت لي: يعني مش حرام إني أفطر يابني؟ يعني مش حرام إني أفطر يابني؟
فقلت لا حول ولا قوة إلا بالله، فهل يعتقد الناس أن صيام هذه الأيام فريضة؟!
فكيف لو علموا أن النبي _صلى الله عليه وسلم_ لم يصمها، ولم يأمر بصيامها (مع كثرة صيامه طوال العام)_صلى الله وسلم وبارك عليه_ بل فقط أمر بالعمل الصالح فيها، والكف عن المحرّمات؛ لأنها أعظم أيام الدنيا على الإطلاق.
بالله إني أتألم لهذه المسنة المريضة المسكينة هي وجميع من في سنها، وحكمها وظروفها الصحية.
فمن يبلّغ عنا العجائز في البيوت أن صيام هذه الأيام العشر ليس فرضًا، ولا سنة، ولا يأثم تاركها، بل لا يُستحب صيام الكبير الهرم، والمريض، أو المريضة التي لا تتحمل صوم هذه الأيام.
علينا أن ننبه كل كبيرٍ وضعيف.
ونقول لهم ولهن جزاكم الله خيرًا وعليكم بالاستغفار، والذكر، والتسبيح، والكلمة الطيبة، والصدقات إن كان معكم مال، وهي مثل الصيام وإن كان الصوم أكثر أجرًا لكن كل واحدٍ يقوم بما يستطيعه، فكلٌ ميسرٌ لما خلق له.
وكلها أعمال صالحة تقرب العبد من الله جل في علاه.