انتشرت في الآونة الأخيرة مظاهر كثيرة للعنف في الشارع المصري خاصة ظاهرة القتل ، حيث أصبحت صفحات التواصل الإجتماعي ، وصفحات الحوادث في كل الصحف ، وقنوات التلفاز ليس لها حديث إلا عن جرائم القتل ، هل فقدنا معالم الإنسانية والرحمة في قلوبنا، أم نسينا الخالق وعِقابه لنا علي إرتكاب تلك الجرائم الشنعاء ، أن ننهي حياة إنسان بدون وجه حق ليس بأمر هين، فهدم الكعبة أهون عند الله من قتل نفس ، فالمطلع على صفحات التواصل الإجتماعي يجد أن أكثر الحوادث هي جرائم قتل، وجميعها مع سبق الإصرار ،فالمتابع ومهتم بالتفاصيل وأحداث الجرائم يجدها جرائم ممزوجة بالعنف والقسوة في تفاصيلها وتنفيذها وهذا ليس بشئ غريب في جرائم القتل، ولكن الغريب في هذه الظاهرة أن كل هذه الجرائم التي تحدث في وقتنا الحالي نجدها جرائم قتل لأقارب وأصدقاء وجيران، بل تطور الأمر وأصبحت في الأسرة الواحدة،حيث نري قتل الأخ لأخيه، الولد لوالده ، والعكس صحيح وما أكثرها هذه الجرائم فقد رأينا «اخ يقتل شقيقته في العقد الثالث من عمرها ذبحاً بألة حادة بالأقصر، وآخر يقتل شقيقته الصغري في الفيوم بسبب طلاقها أكثر من مرة حيث سبق لها الزواج مرتين وفشلت خلالهما ، وأيضا مقتل ربه منزل علي يد زوجها في شبرا الخيمة، وآخر بأسيوط يذبح إبنته ويسلم نفسه للشرطة، وآخر بسبب الميراث يقتل شقيقه الأصغر طعنا بالسلاح في البحيرة، ومقتل سيدة علي يد زوجها بالجيزة ويعلق قتلتها عشان ترتاح، وآخر يقطع أُذن زوجته بحلوان ويعلق مش بتسمع الكلام، وطالب يذبح زميلته أمام باب الجامعة بالمنصورة سبب رفضها طلبه للزواج منه، وآخر يقتل والده وأربعة إخوته ويصيب والدته بطلق ناري بسبب خلافات علي الميراث، وآخر يلقي بنفسه من أعلي برج القاهرة، وآخر يلقي نفسه بسيارته في النيل بالمنصورة ويوصي بمنع والده من حضور جنازته ، وهناك أمثلة كثيرة ،لحوادث لو سردناها لمل القلم من سردها ،ونفد الحبر من الأقلام قبل أن ينفذ الكلام عنها لأنها لا تعد ولا تحصى ،وكل ما أتحدث عنه ليس بحديثا يفتري أو قصص من الخيال بل هو واقعا وحقيقة مسجلة في محاضر رسمية في أقسام الشرطة والغريب أن كل مرتكبي الجرائم يقعوا في قبضة الشرطة وحينها يصيبهم الندم والأسي علي ما أرتكبوه والجميع أمام المحكمة ويقول يا ليتني لم أفعل هذا ، يا ليتني مت قبل هذاوكنت نسيا منسيا، ولكن دعونا نتفق أن هناك أسباب واضحة وراء هذه الحوادث، فنحن بحاجة لمعرفة ما هي الأسباب، وأيضا إيجاد حلول لهذه الظاهرة التي تسيء إلي المجتمع ككل.
ومن واقع عملي رئيساً لقسم الحوادث ومتابعاً للتفاصيل، فإنني أري أن من أهم هذه الأسباب، إنتشار أفلام العنف والإثارة وإظهار بطولة البلطجي وانتصار الشر على الخير، وكذلك انتشار تلك النماذج الرخيصة من المطربين يعطى صورة ذهنية للشباب أن ذلك هو الأسلوب الأمثل للحصول على مكاسب مالية كبيرة فى وقت قصير طالما كان العنف وسيلة لتحقيق ذلك.
وغياب دور الأسرة فقد ضلوا الشباب الطريق ولم يجدوا من يوجههم إلى طريق الصواب ،ولم يجدوا التوجيه الصحيح من الآباء والرقابة الأسرية.
وذلك بسبب التفكك الأسري وعدم توجيه الأهل لأبنائهم إلى طريق الصواب، حيث أصبح الآباء يقومون بمهامهم الأسرية عبر مواقع التواصل الإجتماعي والإطمئنان علي شئون أبنائهم من خلال اللايك ، أوالشير، أو داخل الشات الإلكتروني، وإهملوا دورهم الأساسي ، ونتيجة ذلك ضل الشباب والفتيات الطريق وإنحرفوا عن القيم والمبادئ.
فدور الأب مراقبة الأبناء ومصاحبتهم حتي يعرف عنهم كل كبيرة وصغيرة وتقوية العلاقة بينهم ، وزرع المبادئ والقيم الحسنة فيهم، وتعليمهم امور دينهم،
وتخصيص وقت للإستماع لهم ولمشكلاتهم بأسلوب راق بعيدا عن الصراخ والتوبيخ، التواجد في المنزل معهم قدر المستطاع فنحن افتقدنا دفء الأسرة منذ وقت كبير واللمة حول الأب والأم والإستمتاع بالوقت.
وأخيراً لابد أن يُفعل الأب دوره في الأسرة ،وأيضا الأم بدورها إحتواء الأبناء وقتها سوف يتم تحقيق المعادلة الصعبة وإنشاء جيل حاملاً للقيم والمبادئ يتقون الله ويخافون يوم يرجعون فيه إلي الله.