القاهرية
العالم بين يديك

إدمان

140
كتبت /انتصار محمد
انا أحمد ……طالب بالثانوية العامة، أجتهد بكل وقت لدى لتحقيق أحلامى كانت أكثر أمانى لى ان أصبح طبيب ، أبى تعب معى كثيرآ  ماديا و معنويا كل طلباتى مجابة كنت أتمنى أن أرد له كل ذلك التعب ، كنت أتمنى ان يمضى الوقت بأقصى سرعة لتحقيق مبتغاية أن أصبح طبيب وأساعد كل من بحاجتى ،
– أولآ : أن أسعد أبى وأمى لمجهودهم معى ومعانتهم أن أرد جزء من فضلهم على كنت دائما أدعو الله لتحقيق تلك الأمانى .
– ثانيآ : أن أساعد أى محتاج أن أكون سبب فى شفاء أى مريض .
كانت كل أيامى أرهاق لعدم نومى وسهرى إلى الصباح فى المذاكرة لا أحب تضيع أى وقت فى اللهو كل وقتى كان بين كتبي ودروسى ، أنتظر بشغف أمتحانتى وتحقيق أحلامى أصدقائي أطلقو على المدمن مدمن الثانوية والمذاكرة كنت لا اهتم بما يقولون كان ردى عليهم نتقابل فى النتيجة إن شاء الله،
أقترب موعد الأمتحان وكنت على أتم الأستعداد له .
أول أمتحانتى كانت اللغة العربيه….ولكن للأسف هذا ليس أمتحان كان مهزلة لا يوجد أى شئ من المنهج .
والامتحان الثانى والثالث ….الى اخرة كالسابق فعلت ما أستطيع لكن نفسيتى كانت صفر لما بد لى من أسئلة ،أنتهت الأمتحانات وكل أمالى كان المجموع لتحقيق أحلامى .
ظهرت النتيجة ولكن المجموع كان لا شئ مما توقعت نظرت لنفسي بكل أسى ما هذا ؟ وماذا أقول لوالدى هل هذا رد معاناته معى وماذا أقول لأمى لا أعلم مشيت ولا أعلم أى وجه أتجه إليها..إلى أن رن هاتفى كانت أمى …أين انت ياحبيبي قلقتنى عليك لا تحزن ياقلبى ما أصابك أصاب جيل كامل عود إلى المنزل أنا بأنتظارك أنا ووالدك ،وقد نوه وزير التعليم على أنخفاض تنسيق الثانوية لا تقلق ياحبيبي
حاضر ياحبيبتى أنا بطريقي اليكى وبالفعل عودت إلى المنزل وكلى حزن دخلت غرفتى ولم أود الخروج منها أبدا .
لما الحياة !هذا اللغز … الذي نبحث عن مكانه، ولما الحياة ذاك الشيء البعيد الذي نعيش به ولأجله، ولكننا غير مدركين السر الذي سيوصلنا للنجاة، لمعنى أن نصبح أُناساً قادرين على مواجهتها بقوة وحزم أشد، لكنني دائماً على ثقة تامة بأنها وجدت لنتحداها، لنثبت أننا خلقنا لأمر ما عظيم ذي شأن أعظم، فكل إنسان على هذه الأرض مستخلف لمهمة ما عليه إنجازها، لا يهم متى، بأول العمر أو آخره، طالما بوصلته نحو الطريق الصحيح.
كان هذا كلامى دائمآ ولكن ماذا يفعل لى الأن ! لا أعلم ،جلست ماذا أفعل التليفون لم يفصل كل الأقارب يريدون معرفة نتيجتى وكان رد امى عليهم الحمد لله…
إلى أن اتصلت صديقتها المفضلة وكانت كلماتها لها لا تقلقلى النتيجة العام كلها منخفضة و ذلك مفيد لكل الطلاب مما يؤدى إلى خفض التنسيق .
لا أعلم ماذا أنتبني فرح ام حزن ام إندهاش ؟
لا أعلم عندما بَثت القنوات عن الثانوية العامة وعن تنسيق المجاميع ، أستبشرت خيرًا
إن أغلب الطلاب ستغمرهم السعادة ، وبأستطاعتهم جميعًا دخول الجامعات كما تَمنوا .
ولكن المحزن أن نسب المجاميع قليلة للغاية ومُحزنة
لإجتهاد عام كامل .
لأنني كنت من ضمن هؤلاء (أولياء الأمور) ، وكنت يومًا تلو يوم آره أبني وأجتهاده اليومى وسهر الليالى
لإنهاء دروسه اليومية كان دأئم المواظبة عليها
وعند بدء الامتحانات التوتر العصبي وعدم النوم
للاجتهاد وتحقيق أحلامه ،
يوميًا قبل الامتحان وبعده توتر كل يوم.. كنت أعلم لكل مجتهد نصيب
إلى أن ظهرت النتيجة وأنتابتني الصدمة من المجاميع الصادمة لكل الطلاب أو لاغلبهم
ربما التنسيق كان غير المتوقع ،
ولكن المتوقع أن يكون المجموع موازي للاجتهاد
ولكن لم يحدث للأسف .
لا أعلم حقًا أسعد لنسبة التنسيق القليلة ، ام أحزن لحزن ابني والمجموع غير المتوقع وإنهياره التام ومجهود سنة ومشقة وما نال سوى الخزن الشديد الذي لم يكن يتوقعه .
كانت كلماتها لى صادمة لحزنها هل هى السعادة التى كانت تتمناها من خلالى وماذا ذنبى لا أعرف …
خرجت من المنزل لا اعرف ماذا أفعل وأين أتجه لا علم لى . تذكرت عامر…. زميل لى بالمدرسة ذهبت إليه أريد ان أخرج من تلك الحالة التى أصابتنى …قال لى أهدء هدخلك عالم تاااانى ….وبالفعل أعطانى قرص مهدئ قال لى خذه هتدخل معايا عالمى الخاص وبالفعل ذهبت إلى مكان بعيد بعيد جدآ……لا يملئة سوى السعادة أطير كطائر ليس بجناحات …وأعوم فى البحر دون شاطئ …..أعجبنى ذلك المكان كثيرآ وودت أن لا أذهب منه……عدت إلى المنزل وأنا بعالمى الخاص دخلت غرفتى ونمت لا أعلم كيف ….
اليوم التالى ذهبت إلى عامر …..لأخذ ذلك الدواء العجيب وكان يعطينى …. إلى ان أتى يوم طلب منى ثمن تلك الادوية ذهبت إلى أمى وطلبت منها وهى أعطتنى كانت تريد أن أرجع لطبيعتى كانت لا تعلم أننى غارق فى عالم لا رجعه منه ،بدأت أتغير للأسوأ وكانت أمى تنظر إلى وتبكى ماذا أصابك أنظر إليها وأبتسم وأقول لها أصابتنى السعادة …..أدمنت تلك الأدوية بدأت بسرقة أبى وأمى …كان كل همى تلك الأدوية فقط لا أفكر فى اى شئ وما أسببه لمن حولى،أبتسم وأقول أنا أصبحت المريض كنت أتمنى أن أصبح طبيب والأن أنا ……عدت للمنزل وكان كلام أبى لى بمنتهى القسوة وأمى تبكى وأنا بعالمى لست معهم ولا أسمع أى كلام منهم أعيش دنيتى الجديدة قفل على أبى الغرفة وقال لى لا تخرج إلى أن تعود كما كنت بالسابق غرقت فى النوم إلى أستيقظت ولكن غرفتى مغلقة بدأت بكسر كل شئ بالغرفة إلى أن فتح الباب أمى أخذتنى بأحضانها وقالت لى ماذا بك أبعدتها عن طريقى وذهبت إلى عامر …طلب من ثمن ما أريد قلت له أننى تركت المنزل ولم يعد معى أى شئ قال لى
ليست مشكلتى أنها مشكلتك أنت.
قلت له وما الحل .
قال لى تعمل معى بتوصيل تلك الأدوية .
وبالفور وافقت وبدأت بالتوصيل وكان راتبي هى جرعة من تلك الأشياء ، تبدلت أصبحت مدمن أدوية هلوسة ……كنت أبكى لما أولت له هل هى نهايتى أن أصبح ديلر…أين الطبيب أين؟
كنت أوصل تلك الأدوية وهناك كان أحد أصدقائي نظر لى بغضب أحمد ماذا حدث لك ؟
والدتك مريضة بسببك ووالدك طول اليوم يبحث عنك نظرت له ومشيت بهدوء لا شعور لدى
أمسكو بي لا نتركك لهذا اللهو ماذا دهاك أنت لست كما كنت أردت أن أتركهم و اعود إلى ما اولت عليه ولكنهم أمسكو بى وأخذونى إلى مصحة للعلاج…….جلست هنالك أشهر إلى أن تعافيت الحمدلله من كل شئ عدت إلى المنزل أنسان جديد كانت السعادة والفرح تملئ أبى وأمى….قال لى أبى أنه قدم لى فى كلية الطب بجامعة خاصة ..وأن أستعد للذهاب من الغد للجامعة لم أكن أصدق ما يقول هل فعلآ أبدأ في تحقيق أحلامى ……ذهبت إلى الجامعة بكل شغف وحب لعودتى إلى ما كنت أتمنى أجتهدت بالجامعة وكنت من الأوائل كان هدفى الأول أسعاد أبى وأمى وبالفعل تخرجت وأصبحت طبيب معالج. أعالج كل من يحتاج إلى بدأت فى رد جميل والدى وأسعادهم ….
جلست بغرفتى وتذكرت كل أفعالى وتذكرت مادونت عن الحياة ذلك الشئ البعيد الذى نعيشة ولكننا غير مدركين متى وكيف الوصول الى مبتغاك لنثبت أننا خلقنا لأمر ما عظيم ذي شأن أعظم، فكل إنسان على هذه الأرض مستخلف لمهمة ما عليه إنجازها، لا يهم متى، بأول العمر أو آخره، طالما بوصلته نحو الطريق الصحيح.
قد يعجبك ايضا
تعليقات