كتب _ عادل النمر
الحب نعمة الله على هذهِ الأرض، ولولا الحب لما كان للحياة طعم ولا لون، فالحب هو الماء، هو الحياة، ولكن هناك فرقٌ كبير بين الحب والعشق.
الحب أسمى وأرقى المشاعر، التي وجدت على سطح الأرض، فالقلب حين يدق لشخص ما تشعر ببريق يجمل حياتك، فتنتظر كل صباح بلهفة وشوق لترى عيني من تحب،
إن مشاعر الحب طاهرة نقية مثل قطراتِ من الندى وهي تلامس أورق الشجرِ صباحاً، فتعطيها الحياة والانتعاش والفرح.
فالحب الذي دام سنوات عديدة وأثمر عن عشرة طيبة وذكريات ثمينة لا يمكن أن يموت أبدا، ولا يمكن أن يقل، فمن كان مكانه القلب لا يمكن أن يموت، ولا يمكن أن ينسى فهو في العين ما دامت تبصر وفي القلب ما دام ينبض .
لماذا يسخط المجتمع على فكرة الحب لأن الحب يحفز فى المحبين كل الدوافع التى يخافها المجتمع ولا يبقى لرادع قيمة .
الحب يتجاهل كل الروادع كأن المحبين فى مجابهة مستمرة لإمكانية القتل أو الموت .
الحب فى كل زمان وفى كل مكان ولكنه يشتد كثافة كلما اقترب من الموت .
إذا لم نفكر يوما بالتخلى عن حبنا فلن يتجلى هذا الحب ابدا . الحب كالمرض لايكترث لمن يصيب يغض بصره عن كل التفاصيل . خلق هذا العالم من حب والحب فقط يبقيه حيا
إن كان لاشئ سينجينا من الموت فلينقذنا الحب من الحياة على الأقل فكما أن الموت هو خيال الحياة كذلك الحب هو خيال الموت .
اعتبر العشق على أنه شكل مفرط من أشكال المحبة. وفي الوقت الذي ينظر فيه إلى الحب على أنه أسمى عاطفة يتحلى بها الإنسان، فقد اعتبر العشق أنه عبارة عن حالة مرضية تحدث نتيجة للمغالاة الشديدة في الحب، مما ينعكس ذلك بآثار سلبية على شخصية العاشق تتظاهر باضطرابات جسمية، فضلا على الاضطرابات السلوكية والتي كثيرا ما تدفع الشخص المصاب لأن يرتكب تصرفات غير عقلانية.
لقد عالج الأدباء العرب ومنهم الشعراء هذا الموضوع في شعرهم الغزلي بشكل خاص، واعتبره الكثير منهم بأنه المرض الذي لا يرجى شفاؤه.
العشق طمع يتولد في القلب وتجتمع فيه مواد من الحس. فكلما قوي ازداد صاحبه في شدة القلق وكثرة السهر ، ونقصان العقل حتى يؤدى ذلك إلى الجنون .
فحينئذ ربما قتل العاشق نفسه، وربما مات غما. وربما وصل إلى معشوقه فيموت فرحا أو أسفا.
مرض العشق يمكن أن نعبر عنه حاليا على أنه شكل من أشكال الشدة العاطفية التي يخضع لها المريض. وهذه الشدة العاطفية وبحسب درجاتها قد ينجم عنها مرضيات نفسية مختلفة وذلك حسب شخصية المريض وخلفيته الاجتماعية وظروفه المحيطة به، فضلا عن استعداده الشخصي. فبعض الذين يخضعون لشدة عاطفية شديدة قد يصابون بعصاب القلق ومنهم من يصاب بحالة الهوس ، كما قد يصاب بعض المرضى الذين عندهم أصلا شخصية شبه فصامية بحالات فصام صريحة،
يمكن تلخيص أعراض وعلامات مرض العشق كما ذكرها الأطباء القدامى: قلة الشهية – غؤور العين مع سماكة الجفن – حب العزلة مع الاسترداد وكثرة الصعداء – اضطراب النبض وخاصة تسرعه لدى ذكر المعشوق أو أي شيء يتصل به. بالإضافة إلى شدة القلق والهوس والفصام .
الحب أسمى شعور يمكن أن يشعر به الشخص، ولكن يتطور عند بعض الأشخاص لتعلق شديد بشكل مبالغ فيه، وبالتالي مع وصوله لمرحلة العشق يبدأ فى الوصول لدرجة من درجات المرض النفسي، وذلك يرجع لاضطراب فى نفسه وتكون أعراضه المرضية حالة من الهوس الشديد، لدرجة أنه يسعى إلى إرضاء الشريك مع إنكار للذات مبالغ فيه وتضحية كبيرة جدا لدرجة إيذاء الذات، وإذا سقط عليه القهر والذل والإهانة فلا يأخذ موقف ولا يفكر فى الانفصال.
إن الحبّ الّذي ينتهي ليس حبا حقيقيّا فالحب لامتناهي إلى الخلود. لكن لماذا اقترن الحب بالموت؟ لا أحد يستطيع أن يُنكر أن كل قصص العشق الخالدة تنتهي دائما بموت أحد المحبّين أو كليهما.
لا سلطة لنا على قلوبنا فهي تنبض لمن أرادت..متى أرادت..وكيف أرادت بعضهم ينبض القلب له وبعضهم ينبض القلب به وبعضهم هم النبض بحد ذاته .
قيس قتله جنون الحب ، روميو قتله العشق ، قصة حب السيدة زليخا لنبي الله يوسف عليه السلام قصة درامية مليئة بالتفاصيل والأحداث المثيرة، التي تجسد أسمى معاني الحب، فلايوجد عشق مثل عشق هذه السيدة لسيدنا يوسف ، فهي كانت من أجمل فتيات مصر، وزوجة عزيزها، ولكنها أحبت سيدنا يوسف بطريقة لا يمكن وصفها .
الأميرة ديانا ملكة ويلز زوجة الأمير تشارلز ملك بريطانيا أحبت شاب مصرى عماد الفايد ولكن ماتوا الأثنين فى حادثة ، الفنان الراحل عبد الحليم حافظ احب زوجة سفير ولكنها ماتت بسبب مرض خبيث . ولكن لم أسمع عن إمراءة قتلها حبها أو عشقها .
العاشق الذى لم يستطيع الصبر والكتمان فلابد أن تكون نهايته الموت الذى قد يريحه من الٱلم . العشق هو نوع من الفناء ، النوم يتخلى عن الإنسان فى حالتين الموت والحب .
فأنا شخصيا كاتب هذا المقال أعطى العذر لكل محب أو عاشق وهذا ليس له علاقة بالتدين أو الأخلاق أو البيئة التى يعيش بها العاشق ، فهذا مرض القلوب والجميع بلا إستثناء ممكن أن يحدث له ذلك . ماذا يفعل العاشق إذا ذهب عقله ؟ نحن نتعامل مع مرضى الهوس والفصام فلابد أن ننظر إلى كل عاشق من هذه الزاوية وأكرر هذا المرض أو مايسمى بالعشق ليس له علاقة بالدين ولا الأخلاق ولا التربية أنه مرض القلوب والجميع معرض لذلك .
لو بحثنا عن الحب والعشق نجد عذابا وألما لم يكن فى الحسبان فألم الحب يمزق الجسد وعذابه يدمر القلب ويذهب العقل ويؤدى إلى الجنون والهوس والإنفصام .
فالحب هو فيروس يدخل القلب ويترك قرحة فى القلب لاتزول ونار لم تنطفئ يشعلها الحنين والأشتياق لمن نحب ونظل سنين طويلة حتى نتعافى من ٱلام الحب أو يظل موجودا على جدار القلب . يامعشر العشاق عظم الله اجركم ، عظم الله اجركم .