القاهرية
كتب عضو مجلس النواب الكاتب الصحفي دكتور محمود بكري على صفحته الشخصية رؤيته المختلفة لطالبة المنصورة جاء فيها:
أنظر لما يجري في الشارع المصري،من خلال نظرة قد يتفق أويختلف معها البعض..لكنني آثرت عرضها بأمانة،بعيدا عن كل التجاذبات الحادثة في المجتمع:
1️⃣ سلوك المصريين لم يتبدل كثيرا،ولكنه فقط حدثت فيه طفرة لها أسبابها ومبرراتها،فلكل حادثة سبب،كان مجرد الحديث عنه في الماضي من الأمور الحرام،أما اليوم فقد جاءت السوشيال ميديا بما لم يأتي به الأولون،فأخرجت من باطن الأرض ماكان سرا عميقا،وواقع مخفي،لايجرؤ أحد علي البوح به.
2️⃣ أطلقت وسائل التواصل،وبما تستحوذ عليه من مؤثرات طاقات تأثيرية هائلة لدغدغة المشاعر واللعب بعقول العامة،والعبث بأفكارهم،وترويج مفاهيم غريبة،تحض علي سلوكيات شاذة،وانحرافات غير مسبوقة،ناهيك عن إهدار للجانب الديني والخلقي والقيمي.
3️⃣ يلعب الإعلام المتربص بمصر أدوارًا شريرة في تسخين الحدث مهما قل حجمه،لتصخيمه ودفعه عبر منصات التواصل ليتصدر المشهد ،وبما يحقق أهداف القوي الساعية لتخريب الوطن ،وكمثال علي هذا،سعي البعض لإلصاق الاتهام بطالبة المنصورة وتعمد تحميلها المسئولية عن مقتلها،في اتهام بذيء لها بالخلاعة..وهو سلوك ينم عن تحريض سافر لإظهار مايحدث في البلاد وكأنه (عقاب للمصريين جراء تخليهم عن الوازع الديني)فيما يتصدر أبناء الشعب المصري الكثير من الشعوب الإسلامية في التدين الفطري،والوازع القيمي.
4️⃣ تزايد حالات الانتحار،وترك رسائل(عقابية)لبعض أفراد الأسرة،ماكان ليحدث علي هذا النحو لولا يقين المنتحر أنه سيغادر العالم تاركا من خلفه وسيلة عقابية عبر السوشيال ميديا،تلاحق المتهم طيلة حياته،ولولم يكن هذا موجود،لما أقدم بعض المنتحرين علي هذه الفعلة الشنعاء والتي تتصادم مع كل المفاهيم الدينية والخلقية.
5️⃣ تعمد توظيف أي من الاحداث التي تتعرض لها البلاد،وكأنها بمثابة إسقاط لمًا تشهده الدولة المصرية من إنجازات كبري،يصب في صالح كل من يتربصون بالدولة الوطنية،ويتناغم مع دعوات التحريض المتصاعدة الآن مع قرب الاحتفال بذكري ثورة الثلاثين من يونيو،ودعوات القوي التخريبية في الخارج للنزول في تظاهرات رافضة خلال الفترة المقبلة.
6️⃣ تبقي الأزمة الاقتصادية بتأثيراتها المختلفة عاملا مهما في دفع البعض إلي الجنوح نحو غضب في المواجهة،ولكن الأزمات الاقتصادية عبر التاريخ لم تشكل سببا وراء هذا التنوع في الجرائم التي تحدث بين الحين والآخر،ومن ثم فإن زيادة معدلات الفقر،وإن كانت تولد مشاعر رافضة،لكنها لاتدفع صوب الممارسات غير المألوفة،والتي كانت ومازالت وستظل قائمة،وماأظهرها هو عالم التكنولوجيا الحديثة،ليس أكثر.