نهاد عادل
يقوم العديد من الأشخاص بأفعال تتميّز بالغرابة وتكون غير متوقعة وفي الغالب تكون تلك الأفعال سلبيّة وشديدة الحدّة بحيث يمكن ملاحظة مدى غرابتها وبتكرار تلك الأفعال يبدأ البعض في وصف تلك الحالة بعقدة النقص حيث يقوم الشخص بإبداء ردود أفعال معيّنة في المواقف المختلفة تعبّر عن شعوره بالنقص فمثلاً نجده يقلل من شأن من هم أكبر سنا و مكانة و يتهمهم بالحقد و الحسد و ينتابه شعور من هم أفضل منه بالتربص له في أعماله و أقواله وتلك هي إحدى مظاهر عقدة النقص السلبية.
ونري دائما الشخص الناقص الذى يشعر بالنقص يتملكه إحساس يصبح فيه ممثلا في الحياة ويلبس شخصية غير شخصيته يحاول من خلالها إشعار الآخرين بأنه مهم وهذا يعني تحوله إلى حالة من الحسد الاجتماعي الذي يصل إلي حد الحقد على الآخرين.
فالشعور بالنقص هو واحد من تلك المركبات النفسية المعقدة التي قد تتعارض مع الكثير من القيم والمفاهيم السائدة فيحطمها أو يتجاهلها من يعاني منها ويتصف سلوك المصاب به بالنزعة التعويضية فهو يتكلم بتعالي مع كونه دائم المحاولة لجذب الانتباه ويتقمص شخصية ليست شخصيته الواقعية ويحاول أن يثبت أنه الأفضل وينتقد ويهاجم الأشخاص الناجحين أو المتميزين ويلجأ إلى التقليل من قيمتهم الفعلية ويتظاهر بالثقة بالنفس وهو لا يجدها في حقيقة نفسه إضافة محاولة إبراز نفسه كأنه يفهم في كل شيء وكل موضوع يكون محور حديث ويرفع صوته بقصد لفت النظر لأن تقديره القاصر للأمور لم يسعفه للهضم الجيد للوقائع كما هي
ومن العلامات الرئيسية على عقدة النقص هي الرغبة في جعل الآخرين يشعرون بالنقص وعدم الكفاءة أيضًا و لا يتحرك الفرد الذي يعاني من عقدة النقص لانتقاد الآخرين بسبب الرغبة في المساعدة وتحقيق النجاح في شيء ما وبالتالي فإنه لا يقوم بتدريب نفسه على إدراك الصفات الإيجابية في الآخرين وتكميلها وللشعور بالراحة تجاه أنفسهم يميل هؤلاء الأفراد إلى جعل الآخرين يشعرون بالسوء تجاه أنفسهم أيضًا من خلال تتبع الأخطاء والإشارة إلى جوانب النقص الموجودة في لآخرين. كما أنهم لا يتحملون مسؤولية إخفاقاتهم وأخطائهم ويلقون باللوم على الآخرين.
فنجد الأشخاص الذين يعانون هذا النقص يتسموا بالتالي:
شعور مبالغ به بأهمية الذات
شعور بأحقيتهم في التميز عن غيرهم والحاجة إلى أن يكونوا محط إعجاب مفرط باستمرار
يتوقعون الاعتراف بتفوقهم دون تحقيق إنجازات تستحق ذلك
المبالغة في استعراض إنجازاتهم ومواهبهم
الانشغال بأوهام حول النجاح والقوة والتألق
احتكار الحديث والتقليل من شأن الأشخاص الذين ينظرون إليهم على أنهم أقل شأنًا أو ازدراؤهم
يتوقعون أن تكون لهم الأفضلية دومًا
يستغلون الآخرين للحصول على ما يريدون
يحسدون الآخرين، ويعتقدون أن الآخرين يحسدونهم كذلك
التصرف بأسلوب متعجرف أو متغطرس ومن ثم يبدو عليهم الغرور والتبجح والتفاخر بعدم احترام الأخرين
كمانجدهم دائما يكونون غير سعداء فيزيلون هذا النقص من خلال إسقاط ما بداخلهم من صفات معينة وإلقائها على الآخرين من خلال الانتقادات اللاذعة حتى يشعر الآخرون أن لديهم عيبا أو نقصا مثلهم يشعرون بالنقص الداخلى يقومون بانتقاد الآخرين، من الأشخاص الناجحين أو الأشخاص الذين يوجد لديهم شىء يميزهم عن غيرهم فبذلك يلجأون لاستخدام حيل دفاعية غير صحية لتشويه النجاح أو للتقليل من قيمة الشخص الفعلية.
فالشخص الذي يشعر بالنقص مع محيطه قد تكون ردة فعله سلبية ومسيئة على بعد التصرفات العادية التي يقوم بها الآخرون وذلك لأن تفسيره لهذه التصرفات يرتبط بشعوره العميق بالنقص.