القاهرية
العالم بين يديك

الضحية والشيطان

122

 

بقلمي_نهال يونس

نقابل في حياتنا بعض الأشخاص الذين يعيشون دور الضحية يعتقدون دائما أنهم ضحايا الأفعال الضارة من الآخرين ،ولكن هم ضحية عقليتهم ،فيقترن مصطلح “عقدة الشهيد”بمصطلح الشخصية الضحية ،فهؤلاء الأشخاص غالبا ما يضعون أنفسهم في مواقف تسبب لهم المعاناة ،وتلقى اللوم على الآخرين ،وأيضا من صفاتهم تجنب تحمل المسؤولية ،يصعب عليهم فهم أن الأشياء السيئة تحدث لنا جميعا لكن يعتقدون أن العالم دوما يريد التخلص منهم ،عدم البحث عن حلول ممكنة لمشاكلهم ،فالكثير منا يقع في بعض المواقف السيئة التي لا يمكنه السيطرة عليها ،أما من يعيش دور الضحية يرفض أي عروض للمساعدة فقط مهتمون بالشعور بالظلم ، والتجني عليهم ، يشعرون بأنهم لا يملكون القوة لتغيير وضعهم ،ولا يمكنهم فعل أي شيء للهروب مما هم فيه ،يدور في ذهنهم عدة أفكار سيئة ،،كل شيء سيء يحدث لي،لا أستطيع إيجاد حل لما أنا فيه ،أنا أستحق الأشياء السيئة فلا أحد يهتم بي .
أسباب الشعور بدور الضحية ،أن الشخص الذي يتقمص دور الضحية تعرض لإيذاء حقيقي بالماضي ،يعيش في توابعه ،فالخيانات المتكررة تجعله يشعر بأنه ضحية ،يحمل كل من يعرفه مسؤولية ما حدث له فمثلا..العالم تابع الجلسة الأخيرة لمحاكمة چوني ديب ،وآمبر هيرد ،آمبر التي أقنعت العالم لفترة أنها ضحية چوني ،وإن چوني شيطان ،وفجأة يكتشف العالم أن آمبر هي الشيطان ،كانت تتقمص دور الضحية بكل احتراف ،ففي الحقيقة هذا نموذج ليس بغريب أو عجيب ،نموذج يعيش بيننا ،نموذج لعلاقة مؤذية يوجد بها طرف استطاع السيطرة على الطرف الآخر بكل حرفية،ولا يكتفي بذلك بل يزيد لديه الشعور بأنه مقصر ،وأقنع من حوله بذلك،فهناك أناس لديهم قدرة رهيبة على تقمص دور الضحية ،وإتقانه ،قدرة على الشكوى في حين أنه يأخذ حقه وحق الطرف الآخر ،للأسف هناك حقيقة لابد من الإعتراف بها أن كثيرا من اللطفاء الذين يرتدون أقنعة ويعيشون دور الضحية هما في الواقع شيطان في صورة إنسان ،فالمظاهر كثيرا ما تخدعنا ،فهذه الشخصية من أهم المشاكل التي تواجهها معها أنك حتما ستكون مذنب أمامه ومتهم بأنك مسؤول عن مشاكله بل أنك سبب وقوعه بالمشاكل ،وخاصة إذا كنتم بنفس الموقف لكن اللوم سيقع كله عليك لأنه لا يعترف أبدا إنه من ارتكب هذه المشاكل ،فأفضل الطرق للتعامل مع تلك الشخصية هو وضع حدود للتعامل معه حتى لا تكون دوما محل لوم ،لكن رفقا مع كل ذلك بإمكانك أن تحاول ان تساعده ،فلا تحاول أن تجادله بالمنطق ،وتذكر أنك تتعامل مع عقلية غير سوية ،حاول أن تمده بالدعم سيزيد من فرصة مساعدته في الخروج من تقمصه دور الضحية ،فتلك الشخصية تعتقد أنها تفتقر للدعم

قد يعجبك ايضا
تعليقات