القاهرية
العالم بين يديك

رسالة إلى صورة

359

بقلم/ سالي جابر

عزيزتي؛ في وقت مضى كنتِ أجمل هدية أحبها، أحب أن أراها، أتلمسها بأطراف أصابعي فأستشعر منها الدفء، أتحسس منها الأمان…لكن وبعد فترة من الزمن أردت أن أمسح كل ذكراكِ، ولا أعلم أكنتِ ذكرى جيدة أم سيئة.
اليوم وأنا أقلب في هاتفي بعد قراري التخلص مما هو قديم، مما يشغل حيزًا ولا طائل منه، وجدتكِ أمامي جميلة، هادئة، تشعلين الحب والفزع في قلبي، قلبي الخائف، البائس…اليوم تستسثيره صورة
نعم إنها مجرد صورة، حركت القطعة الفارغة في قلبي، ودونت حروف جديدة لمشاعري. مشاعر حزن، وخوف، وتأمل
لقد وقفت أمام تلك الصورة كثيرًا أتساءل: لماذا تحولتي إلى شعور لا أريده، وكنتِ في يومٍ من الأيام مصدرًا للحب؟!
أتعلم يا قلبي أن الذكرى الجميلة تترك أثرًا بالغًا أكثر من الذكرى السيئة؟ أن الحب حينما يتحول إلى سراب، يفقد القلب معه كل عناوين الأمل، ويطوي كل صفحات الحب!!

الذكرى العاشرة لصورة وذكرى حسنة، مرت أمام عيني تلك السنوات العشر بكل ما تحمل من حب وأسى، من وله وغرام، من حقد وكره، تلك الصورة اجتمعت بها كل المشاعر.
بأناملي حذفتها من الهاتف بلا رجعة، من منا يحب أن يحتفظ بخنجر يدميه، بصورة تميته كلما رآها؟
لا أحد يحب الألم، كلنا يعشق السعادة؛ لكن لسنا دائمًا مؤهلين لاستقبالها

أيتها الذكريات الحسنة التي نحتفظ بها ونحبها كثيرًا، هل تدومين معنا ليحتفى القلب الحزين بكِ، أم أنكِ ترحلين كما كل الاشياء الجميلة التي ترحل دون وداع ؟!

ولهذا أنا دائمًا لا أحتفظ بشيء، لا محادثة، لا كلمات، لا صور، وسأنقي هاتفي مما به دائمًا، سأقوم بصيانة دورية له حتى لا تتراكم ذكريات لا نريدها، حتى لا يُثقل، ويتوقف الهاتف.

عزيزتي الصورة البائسة الضاحكة؛ ارحلين بهدوء نسمة هواء جاءت ورحلت، تنسمنا بها، تنفسنا عبيرها في صمت، وكان صمتها دواء.

قد يعجبك ايضا
تعليقات