القاهرية
العالم بين يديك

القرد والنجار

351

كتب د _ عيد علي
أمرنا الله تعالي بالاعتبار من القصص والمتأمل في كتاب الله يدرك أثر القصص فى النفوس في تعديل اتجاهات النفس البشرية.
ويرى علماء علم النفس أن القصة هى أحد أساليب تربية النشء الفعالة فلكل قصة غاية وهدف منشود.
واخترنا لكم اليوم قصة من قصص كليلة ودمنة لابن المقفع وقد ألّفه الحكيم بيدبا في القرن الرابع الميلادي للملك دبشليم.

قيل أنه ذات يوم رأى القرد نجار يشق الخشب وهو يركب فوقه، وكلما شق منه مسافة ذراع أدخل فيه وتداً، فوقف القرد ينظر الى النجار مُعجباً بما يفعله، وبعد قليل غادر النجار لقضاء بعض الحاجات، فركب القرد فوق الخشبة وحاول فعل ما كان يقوم به النجار فقبض الوتد عليه حتى كاد يغشى عليه من الألم حتى عاد النجار فأقبل عليه يضربه بشده حتى كان ما لاقاه من النجار أشد مما أصابه من الخشبة، وأصبح يضرب المثل بهذا الموقف فيمن يتكلف من القول والفعل ما ليس من شكله

والهدف من سرد القصة أن الشخص الذي يقلد غيره تقليدًا أعمى دون التفكير إذا كان الذي يتصرفه يليق به أم لا فيقول بالفعل لمجرد أنه رأى شخص آخر قد فعل ذلك. وكما رأينا في القصة أن ما أصاب القرد كان نتيجة تقليديه الأعمى دون أن يعي ماذا يفعل إذ ان الوتد قبض عليه وكاد أن يغشى عليه والعبرة الثانية المستفادة من القصة هي أن لكل شخص دور وعمل خاص به إذا كان يليق به من الممكن أن لايليق بنا كما فعل القرد إذ أن النجار وظيفته تقطيع الخشب وهو على دراية كبيرة وكافية بما يفعله بالخشب ويستطيع فعل الأمر دون أن يؤذي نفسه أما عن القرد فقد قلده على الرغم من أن تقطيع الخشب بهذه الطريقة ليس من اختصاصه ولا يعرفه به شيئًا.
ويجدر بنا هنا الإشارة إلى النصيحة التالية كن نفسك ولا تقلد غيرك فلكل إنسان قدرات خاصة منحها الله له فاعمل بقدر ما منحك الله به ولا تتكلف بمنحة غيرك وقدراته حتى لا يكون مصيرك مصير القرد

قد يعجبك ايضا
تعليقات