نهاد عادل
يتعامل كل منا مع العديد من الشخصيات وقد يكون من بينهم الشخص المزعج أو سيء الطباع ويتعامل مع الآخرين بقلة ذوق أو قلة أدب سواء كان متعمد أو غير متعمد ولكن على العموم لا يزال الأمر مزعج ونقف أمامه عاجزين هل نصمت؟ هل نتعامل معه بنفس تصرفاته؟ هل نتعامل معه بما تربينا عليه؟ هل نوجه له النصح؟
فالتربية عنصر هامّ جدّاً وفعّال سواء على المستوى الفرديّ وعلى المستوى الجماعيّ فإن صلح الفرد صلح المجتمع إذ إنّ المجتمع عبارة عن مجموعة من الأفراد الذين يرتبطون فيما بينهم بعلاقات مختلفة وهامّة وللتربية الحسنة أهمّيّة كبيرة في العديد من المجالات فنجد الشخص صاحب الأخلاق السيئة يحاول إشعار الآخرين بضعفهم أمامه وعلينا التعامل معه بالهدوء والأدب مما يفقده سلاح الوقاحة والاستفزاز ومن هنا سوف يتعلم كيفية التعامل مع الناس حتي لا يسئ للمجتمع الذي ينتمي إليه و يسئ للأفراد الذى يتعامل معهم فالتعامل مع الشخص قليل الحياء يحتاج إلى الصبر و الشجاعة للتصرف معه والتخلي عن العصبية والكلام الكثير معه فلا تعلق على تصرفاته أو كلامه المستفز فيشعر هو بالحرج من ذاته وأنه لا يساوي شيء بمقدار ما قل حيائه مع الغير وكلما فعلت ذلك شعرت بارتياح وخاصة أنك تفاديت النزول لمستوى أقل بكثير عن مستوى التربية الخاصة بك ولا ننسى المثل القائل ( فالنار تأكل نفسها إن لم تجد ما تأكله ).
ربما يرى البعض أن التعامل بالمثل من أفضل الطرق لمعاملة شخص قليل الأدب لإخراج شحنة العصبية الزائدة والشعور بالشجاعة أمام من يشتم أو يقل أدبه ولكن علينا النظر إلى الوجه الأخر وهو أننا سننزل لمستواه من الوقحة وقلة الأدب وبالتالي يكون هو المنتصر لأن جرنا لمنطقة أخرى وسينتصر هو في النهاية لأن قلة الأدب منهجه من فترة ولا نستطيع الانتصار عليه والأكثر من هذا أن الناس المحيطين لا يستطيعون التفرقة بينه وبيننا لأن المستوى واحد إذا
تحدث السفيه فلا تجبه فخير من إجابته السكوت حرصاً علي تماسك المجتمع الذي يعبث فيه بأخلاقه.
فنجد كثيرا في المجتمعات المختلفة الشخص الذي يتعامل مع الآخرين بوقاحة وقلة ذوق قد يكون معرض لبعض الضغوط النفسية أو الاجتماعية وعند زوال السبب ستزول طريقة التعامل ويعود لما كان عليه والشخص الذي يرى في نفسه بعض النقص يحاول أن يعبر عن نفسه ويفرض شخصيته بتلك الطرق المستفزة لعدم قدرة على الحوار البناء أو النقاش المفيد وتأتي التربية والمجتمع الذي ينشأ فيه الشخص منذ طفولته على رأس الأسباب التي تجعله يتعامل بقلة الأدب مما يعرض الأشخاص للإيذاء النفسي و الإحراج بسببه ويصبح من الشخصيات المرفوضة بالمجتمع ومن ثم لا يتعامل سوى مع الأشخاص المشابهين له مما يجعل المشكلة تتفاقم.
وفي النهاية لكل منا وجهة نظر وظروف معينة يواجهها في حياته اليومية ولابد من الحرص على التعامل معها مهما كانت المؤثرات الخارجية أو درجة قلة الأدب التي يتعرض لها حتي لا يعرض نفسه و يعرض المجتمع الأنهيار.