تحية تقدير وإجلال لأولئك الذين يدمنون العطاء، فلا نية لديهم ولا وقت لانتظار المقابل، هم يعلمون جيدا أن عطاءهم للآخرين سيعود إليهم عاجلا أم آجلا بالخير كله .
فهذه سنة الله فى كونه ،
“فكل ساقٍ سيسقى بما سقى “
قاعدة حياتية وكونية نراها كل يوم ،
أولئك الناس هم الأنوار الساطعة فى عالمنا، هم المحبة متجسدة على هيئة أشخاص ،
لهم رسالة أخذوها على عاتقهم، أن ينفعوا الناس .
فكلما اعتدت العطاء كلما أغدق الله عليك العطايا ،فأعاد لك الكون من نفس طاقاتك التي أنفقتها دوما .
فيعود لك كل جميل، ولكن كن صادقا مع نفسك ،ولتكن نيتك الفعلية هي نشر الخير ،والجمال دون انتظارمقابل .
وهنا ملمح هام ؛ أن التعاملات جميعها مبنية على فكرة البنج بونج ،أي أنك تعطي وتستقبل طوال الوقت .
لابد أن تعي في قرارة نفسك أن عطاءك هو عين الأخذ، فأنت بعطائك قد تَوَجَب لك الأخذ في حينها، لكن لاتدري في أي صورة سيتجسد ذلك العطاء .
فإن أعطيت علما سيعود لك زيادة في العلم ،وربما يعود بركة في الوقت، وربما يعود محبة وربما يعودفي كل تلك الصور،
وتذكر الإنسان الذي ينفق فى سبيل الله، هو يرسل إشارة لعقله الباطن، بأنني غني وعندي وفرة ،وأتصدق من مالي، فيعمل هذا الاعتقاد في الكون ،فيعود بأحداث غنى ووفرة .
فإن كنت تريد الغنى؛ أنفق من مالك، وإن كنت تريد الصحة ؛ ساعد إنسانًا أن تتحسن صحته، وإن كنت تريدالعلم تصدق ببعض من علمك، وإن كنت تريد السعادة تصدق بالكثير من الحب والعطاء .
قال تعالى :
“ولن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون “
الإنسان حينما ينفق مالا أو كلمة طيبة أو ينفق من علمه فهو أثناء تفكيره في العطاء يجني طاقات إيجابية روحانية، وعند العطاء نفسه تكون الطاقة الروحانية أعلى بكثير ،فأنت خلال العطاء ،تستقبل طاقات روحانية لا تقدر بثمن ،وهذه الطاقة المكتسبة تعمل لك طوال الوقت في جذب الأحداث الإيجابية والأشخاص الإيجابيين .
فأنت دخلت بإرادتك فى دائرة العطاء الكوني،
ولن تخرج إلا بإرادتك أيضا،
فلا تبخل على نفسك واعتنق العطاء دوما تسعد ويسعد من حولك .