القاهرية
العالم بين يديك

أنا ونفسي

340

بقلم حنان محمد

كنت أظن أن أكبر مخاوفي هي الزواحف، كم أبغضها وأشمئز منها، سريعا ما أشيح بناظري عن أولئك الذين يرتدون ملابس وأحذية بألوان جلودها، لكنى اكتشفت أنها لم تكن أكبر مخاوفي ولم تكن أيضاً الأماكن المرتفعة أو الضيقة، لم يكن الظلام أو الوحدة،ولا الازدحام أو الناس بل كانت أنا …. نعم لم تخطئ عينيك، إن أكبر مخاوفي الآن هي نفسي، هي تلك النفس التي كنت لا أخشاها أمس…… كم تغيرت !
أخشى أن تتخلى عما بقى لنا من مبدأ وأخلاق ، أن تتخذ تلك القرارات التي استحالت اتخاذها يوماً ما.
إن أكبر وأخطر عدو للإنسان فى الحياة هو نفسه ، تعرف جميع مخابئه ونقاط ضعفه وقوته تعرف كيف تهزمه وتتحايل عليه إنها ألد عداءً من الشيطان ، أذكر ذات يوم عندما سألنا مُعلمتنا كيف نميز بين نفسنا وبين الشيطان، وأدهشتنا إجابتها؛ أنه يسهل هزيمة الشيطان عن النفس فبمجرد الأستعاذة منه يرحل أما نفسك فهي تلك اللحوحة التى لا تسأم وتحاول جاهدة إقناعك، فهي أكثر من يعرفك وتعرف ما تُحب وتكره وتستغله لصالحها، يقولون احذر من عدوك مرة ومن صديقك ألف مرة، وأنا أخبرك أن تحذر نفسك أكثر فهي أشد خطورة منهما؛ لأن لديها القدرة أن تحولك إلى ذلك الشخص الذى بغضته من قبل وقولت فى قرارة نفسك مستحيلاً أُصبح مثله، فلا تستهن بها وكن على أتم الاستعداد لتقلباتها، فاللهم إنا نعوذ بك من شر النفس الأمارة بالسوء.

قد يعجبك ايضا
تعليقات