القاهرية
العالم بين يديك

رانيا ضيف تكتب- في غيابك

194

في غيابِكَ باتت كل طيورِ الحبِ غِربانا سود تنعقُ بالقرب من النافذة، تُشَاهِدُني مُمددةً على سَريري تنتظرُ مغادرةَ روحي لتنهَشَني .
باتت الضحكاتُ عويلا طويلا ينزعُ الفرحَ من القلبِ بمخالِبه .
أصبح ذلك الجسدُ المتدفقُ بالحيويةِ كالحلس البالي مهترئً لا يُجدي نفعًا .
في غيابِكَ أضحتْ صَباحَاتي مثلَ أُمسياتي جَمِيعُها غَادَرتْها شمسُ السعادة، وخَيَمَ الظلامُ وكأن كسوفا كُليًا قد اعترى أيامي فجأة .
تَشابهتْ وُجوهُ الناسِ وحَدِيثَهُم حتى كِدتُ أراهم كرسومٍ متحركةْ، لا روحًا فِيهم ولا حياة .
أرهقني غِيابَكَ كتسلقِ جبالِ إڤرست دون أدنى دِرايةً ولا استعدادًا لتلكَ المهمةِ الشاقة .
فكان غيابَكَ أشبَه بالانتحار .
بغيابكِ ضَللتُ الطرقَ المؤديةَ لقلبي
أَضْعتَهُ بين الطرقاتِ فكنتُ كطفلٍ صغيرٍ يمشي وَحدَهُ في متاهةٍ باكيًا ولا منقذًا ولا مجيبًا .
يا من سحبتَ الفرحَ من ربيعِ العمر .
ونزعتَ الضياءَ من الليالي المقمرة.
هلا تعود لقلبي السكنَ والمأوى .
هلا تروي بقربكَ بساتينَ أيامي فتترعرعُ فيها ورودُ الحب .

قد يعجبك ايضا
تعليقات