القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

مقبرة أومبريا في أيطاليا

104

 

تقرير _ علي البديوي

قصة اكتشاف قبر عن طريق صدفة ، اكتشاف إتروساني رائع واحدة من الاكتشافات الأثرية الخمسة الرئيسية لعام 2015
قصة اكتشاف لقبر في أرض زراعية في أومبريا. إليكم صور اثنين من التوابيت الأترورية الكبيرة المكتشفة في Città della Pieve
تم اكتشاف القبر في عام 2015 عن طريق الصدفة ، من قبل مزارع يعمل في الحقول ، في محلية سان دونينو فوندوفال ، في سيتا ديلا بيفي ، بعد التفتيش الأولي من قبل هيئة الرقابة الأثرية في أومبريا إيطاليا
تتكون من غرفة قبر محفورة بالكامل في تربة طينية يمكن الوصول إليها عبر ممر طويل بطول 12 مترًا ؛ في الداخل ، تم العثور على تابوتين ضخمين ضخمين من الحجر الرملي وحجر الترافرتين المرمر حجر أبيض بحبوب وملمس ناعم وثلاثة أواني خزفية
يظهر وجهه الرائع. المدفن تحت الأرض ، المحفور في الأرض الطبيعية ، به غرفة مستطيلة تبلغ مساحتها حوالي 5 أمتار مربعة ، مدفونة جزئيًا بفعل الانهيارات الأرضية. في الداخل ، يوجد تابوتان كبيران ، أحدهما يحمل نقشاً إتروسياً طويلاً يشير إلى هوية المتوفى وجرارتين صغيرتين.
في أيقونية هؤلاء القدامى الذين سكنوا هذه الأراضي أيضًا ووصلت إلى أقصى رونقها بين القرنين السادس والرابع قبل الميلاد ، كانت مشاهد المآدب والأشكال التي تحمل أشياء تشبه الأطباق أو الصواني في أيديهم شائعة جدًا.
كما في هذه الحالة . المثير للدهشة هو الملامح المثالية للوجه التي تنبثق من الأرض ودقة الطرف الذي يمسك بالصفيحة ، بينما يبدو الشعر مضفرًا على الجبهة أو متجمعاً بتاج. كما تم العثور على جرارين لحفظ الجرار عليها شخصية ذكر راقد. والمواد المستخدمة هي من الحجر الجيري المرمر ، وهو حجر أبيض مع عروق وملمس ناعم.
في المجتمع الأتروسكي – شعب اجتماعي بامتياز – كانت المأدبة (تبادل الطعام) ذات أهمية كبيرة لدرجة أن الموتى غالبًا ما تم تمثيلهم على أغطية التوابيت كما لو كانوا يشاركون في مأدبة مستلقية على triclinium – التي اعتمدتها نخبة المجتمع الروماني.
متحف الأبرشية المدنية في سانتا ماريا دي سيرفي.

الحضارة الأترورية الإتروسكان أو الإتروريون

يعود أصلهم إلى آسيا. نزحوا الي اقليم توسكانا بشمال ووسط ايطاليا خلال عام 1000 ق.م. وجمعوا ثروات ضخمة . فأقاموا لهم مقابر تشبه مقابر الشرق وقد بلغوا أوج قوتهم سنة 500 ق.م.
إلا أن القرطاجيين هزموهم عام 474 ق.م.
في معركة كومبي البحرية الشهيرة. اشتهروا بصناعة الفخار والمصنوعات البرونزية . وكانت حضارتهم متأثرة بالحضارة الاغريقية . الا أنهم تفوقوا عليها في المعمار وصناعة التماثيل . وكانوا قد توسعوا فيما بين نهري أرنو و تيبر و البحر الأدرياتيكي لاستغلال مناجم النحاس والفضة والحديد . كما استولوا علي روما وسهل لومباردي . وقد أحاطوا روما بسور وعمروها وأقاموا فوق تل الكابيتول معبد الإله زيوس. لأنهم كانوا يعبدون آلهة اليونان .وكانت تتميز حضارة الاتروسكان باقامة الأسوار حول المدن والقباب في المباني والتماثيل الكبيرة في شكل حيوانات وبشر. و اشتهروا بالنحت والفخار وصناعة الحلي والمشغولات بدقة متناهية سواء من الذهب أو النحاس أو البرونز . وكانت المدن الإتروسكانية تتميز بأنها مدن دويلات مستقلة تدافع ذاتيا عن نفسها . لهذا كانت تقام فوق التلال . وكانت البيوت مربعة وتطل النوافذ على فناء داخلي

سكنوا منطقة إترورية الإيطالية بين نهر التيبر ونهر آرنو غربي جبال الأبنين وجنوبيها. وبلغت حضارته أوج ازدهارها واتساعها في القرن السادس قبل الميلاد. وقد اقتبس الرومان الكثير من حضارة هذا الشعب الذي تمكنوا من إخضاعه وطمس آثاره بعد صراع مديد. وكان للإتروسكيين دور كبير في تاريخ شبه الجزيرة الإيطالية من بداية القرن السابع قبل الميلاد حتى نهاية العصر الجمهوري في رومة، إلا أن سيطرتهم السياسية التي كادت توحد إيطالية كلها أخذت تنحسر شيئاً فشيئاً منذ القرن الخامس ق.م مع مزاحمة الإغريق والقرطاجيين، ثم الرومان، إلى أن زالت تماماً بسقوط آخر معاقل الإتروسكيين أمام ضربات الفيالق الرومانية في معركة سنتينيوم Sentenium سنة 195 ق.م.

على أن التراث الإتروسكي، مع كل ما حظي به من اهتمام الدارسين منذ القرن الثامن عشر، لايزال يكتنفه شيء من الغموض إلى اليوم، ولايزال أصل الإتروسكيين ولغتهم وتاريخهم السياسي موضع جدل وبحث. وربما كانت رومة المسؤول الأول عن إخفاء معالم تلك الحضارة للتدمير الشديد الذي ألحقته قواتها بالمدن الإتروسكية، ومحاولة كتابها إغفال ذكر هؤلاء في حولياتهم، بل إن منهم من يعد الإتروسكيين مستعمرين بكل معنى الكلمة.

استعمل الإتروسكيون الحجر والطين النضيج (تراكوتا) والمعدن لإنتاج منحوتاتهم. ومعظمها سخر لغايات دينية كالمدافن والنواميس والمرمدات جرار حفظ رماد الموتى والنصب المقدمة نذوراً أو التي تزين المعابد. وقد عثر على مرمدات فخارية ذات أغطية برونزية ومرمدات على هيئة كوخ ريفي وعلى أقنعة جنازية تحمل زخارف بسيطة، كما عثر على مباخر وجرار وكؤوس فخارية ومعدنية نقشت عليها شخوص أو حيوانات أليفة أو متخيلة أو نقوش تمثل مشهداً أسرياً، وتعود جميعها إلى حقبة ما قبل التاريخ الأخيرة القرنين 10 و9 ق.م. أو القرنين الثامن والسابع ق.م ويبدو الأسلوب الإغريقي القديم بتفصيلاته القاسية واضحاً في المنحوتات القديمة كالقنطور الذي يحرس أحد مدافن مدينة فولتشي، وهو تمثال لمخلوق خرافي نصفه رجل ونصفه حصان نحو 600 ق.م، كما يظهر التأثير الإيوني اللاحق في تمثال الرجل والمرأة المتكئين على أريكة من الطين النضيج على غطاء ناووس في مدينة كايري نحو 500ق.م، أما أكثر المنحوتات إثارة فهي تماثيل الآلهة المصنوعة من الطين النضيج بالحجم الطبيعي كتمثال أبولو وهرمس (مركوري) وهرقل وغيرهم في سقف معبد في مدينة فيي أوائل القرن الخامس ق.م…

قد يعجبك ايضا
تعليقات