القاهرية
العالم بين يديك

الحوار الوطني

144

بقلم / دكتورة سلوى سليمان

يبدو لنا المشهد الآني متغيرا قافزا بخطى سباقة مذهلة ,هادفة التغيير والحراك في كل شيء ,فالفكر لغة الحوار بين الجميع على اختلاف الفئات والأطياف,من منطلق واحد يهدف إلى الاصلاح في كافة المجالات التي يتضمنها الوطن وعلى كافة الأصعدة من خلال نقاش هادف وفعال لكل القوى بلا استثناء أو تميز ,فنحن على أروقة بناء الجمهورية الجديدة لذا فنحن في أمس الحاجة إلى هذا الحوار من أجل انطلاقة فاعلة داعمة لها .
ويعد الحوار الوطني الذي دعا اليه الرئيس السيسي دعوة لكل فئات وتيارات المجتمع لإدارته حول أولويات العمل الوطني خلال المرحلة الراهنة ,بحيث أن يكون حوار جاد وفعال وجامع لكل القوى والفئات ,ومن هنا وسعت قاعدة المشاركة كي تمثل جميع فئات المجتمع المصري .فهو السبيل الأمثل لرسم خارطة الطريق نحو الجمهورية الجديدة وتحقيق أهداف استراتيجية 2030 للتنمية المستدامة .
وجاءت فكرة الحوار الوطني فرصة سانحة لما استجد على الساحة من أحداث ومتطلبات تستوجب تغيير دماء مصر ودعمها بأفكار جديدة تمثل التحدي الدولي والإقليمي ,الداخلي والخارجي كي تظل مصر شامخة قادرة على تجاوز كل الصعاب ,صامدة رغم كل التحديات
ومن منطلق أننا فعليا في حاجة إلى الحوار الوطني ,والتفاعل الاجتماعي بين كل الفصائل للخروج بمخرجات تسهم في حل مشكلات وبناء أفكار جديدة لبناء خطط محددة أو تنفيذ المشاريع المختلفة ,لذا من الاحرى أن نلتزم عند الحوار بأركان الحوار وهى الاحترام والتصرف اللبق مع أسس الحوار البناء مع جميع الأطراف المشاركة في الحوار مثل : الاستماع وطرح الأسئلة وعدم فرض وجهات النظر الشخصية أو التطرق الى نقاشات وتفاعلات هامشية غير مجدية من أجل تبادل مثمر وفعال للمفاهيم الجديدة أو الافتراضات التي تساعد على تقديم المقترحات الجديدة
ولأن الحوار عبارة عن محادثات متبادلة بين فردين أو أكثر طبقا لقواعد تنظيمية ومشاركات في أطراف الحوار , فلابد إذن من تبادل التعاون والاحترام للوصول الى قرارات أو آراء واضحة ومحددة من أجل تحقيق أهداف الحوار أو من أجل الوصول لحل بعض المشكلات ,واستكشاف رؤى وأفكار أو وجهات نظر جديدة وتبادلها ,ومن أجل طرح وجهات النظر المختلفة في سياق تفكير جيد ايجابي مستمد من خلفيات ثقافية مختلفة تزيد معدل الثقافة وبناء علاقات جديدة أقوى …
وأخيرا…أضحى الحوار الوطني ضرورة ملحة لجميع الأطراف التي تمثل الدولة الوطنية بما فيها من أحزاب المعارضة بمختلف التيارات السياسية المؤمنة بفكرة استقرار ودعم الوطن والنهوض به وبتر كل ما يحاول هدمه أو الإضرار به ,ومداهمة كل من يرفع السلاح في وجه جيشه أو يهدد شعبه ارهابيا ,فلنبدأ معا حوار وطني مترامي الأطراف يتسم بالشفافية والمصداقية مع شخصيات عديدة من الجمهور من أجل تخطيط استراتيجي للتفكير والتقدم وتفادي بعض القصور ومن أجل خلق أجواء تسودها العلاقات الطيبة بين مختلف الأفراد, فدعونا إذن نأتلف لا نختلف ناشدين عهد جديد

قد يعجبك ايضا
تعليقات