كتب _أحمد الزعبلاوي
اشترى رجل حمارا لأول مرة في حياته ومن فرحته بالحمار أخذه إلى سطح بيته وصار الرجل يدلع الحمار ويريه مساكن قبيلته وعشيرته من فوق السطح حتى يتعرف على الدروب والطرق ولا يضيع حين يرجع للبيت وحده .
وعند مغيب الشمس أراد الرجل أن ينزل الحمار من على السطح لإدخاله الحظيرة فحزن الحمار ولم يقبل النزول فالحمار أعجبه السطح وقرر أن يبقى فوقه .
حاول الرجل أن يقنعه مرات عديدة وحاول سحبه بالقوة أكثر من مرة أبدا لم يقبل الحمار النزول لكن الحمار دق رجله بين قرميد السطح وصار يرفس وينهق في وجه صاحبه .
البيت كله صار يهتز والسقف الخشبي المتآكل للبيت العتيق أصبح عاجزا عن تحمل حركات ورفسات الحمار فنزل الرجل بسرعة ليخلي زوجته وأولاده خارج المنزل .
وخلال دقائق ..
انهار السقف بجدران البيت ومات الحمار
فوقف الرجل عند رأس حماره الميت وهو مضرج بدمائه وقال :
والله الغلط موش منك لأن مكانك في الحظيرة أنا الغلطان لأنني صعدت بك إلى السطح .
غرض القصة
من الصعب إنزال الحمير الذين تم إيصالهم لمكان غير مكانهم الحقيقي .
لا يُلام إلا من أوصلهم لذلك المكان .
فعند تعيين أناس غير مناسبين في مواقع القرار فلا عجب من انهيار المنظومة وتصدع البيت .
الحمير كثرت على أسطحنا حتى تزعزعت دعامات أمم وأوطان فهل من وسيلة لإنزالها ؟
لأن من يصعد السطح منهم لا يقبل أن ينزل قبل أن يهدم البيت .
.
رئيس مجلس إدارة جريدة القاهرية