أيام ثقال وأحداث حزينة تربك تفكير الصادقين، وتزيد حيرة المخلصين وغربة المناضلين أصحاب الفكر، والمدافعين عن الحق في زمن طغى فيه المنفعة، وعلا شأن الرويبضة وذاع صيت السفهاء وتعالت أصوات الحمقى !
الخير والحق يحتاجان لقوة تفرض تواجدهما وتحميهما من الشر وأهله ومن الباطل وجحافله .فإن لم تكن قويا يؤسفني أن أقول لك أنك لن تكون من المنتصرين حتى لو كانت مبادئك سامية، وأخلاقك رفيعة، ومقاصدك شريفة !
فلابد أن تتسلح بالقوة لفرض العدل والحق،
أو أن تطلق سهام الكلمة ويعلو صوتك حتى إن لم تحدث إلا طنينا خفيفا في أسماع أعدائك فمع الطرق المستمر ستصل لهدفك .
ذلك ما حاولت فعله الصحفية المناضلة شرين أبو عاقلة، والتي تعايشت مع الموت جنبا إلى جنب حتى اعتادته في سبيل كشف إجرام العدو الصهيونى في الأراضي المحتلة .
اختارت الصحافة منبرا لتُحدِث أثرا حتى لو علمت أن قوتها لن تمكنها من تغيير الواقع لكنها اختارت أن تنقل معاناة الشعب الفلسطيني في ظل محتل غاصب .
دفعت شيرين أبو عاقلة حياتها ثمنا لنقل الحقيقة للعالم، فقد اغتالها رصاص القوات الإسرائيلية خلال تغطيتها اقتحام القوات الغاشمة الإسرائيلية لمخيم جنين صباح الأربعاء الموافق ١١ مايو وهي ترتدي سترة الصحافة، في مشهد مأساوي والذي يعد جريمة تخالف جميع الأعراف والمواثيق الدولية وخرق سافر من المحتل الصهيوني وتعدي على حقوق الصحافة والصحفيين .
رحلت شيرين الصوت الذي لم يتوقف يومًا عن فضح الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، وتظل كلماتها باقية تصم آذان أعدائنا وتُسمع العالم .
(في اللحظات الصعبة تغلبت على الخوف، فقط اخترت الصحافة لأكون قريبة من الإنسان، ليس سهلا ربما أن أغير الواقع، لكنني على الأقل كنت قادرة على إيصال ذلك الصوت إلى العالم) .
شيرين أبو عاقلة