القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

المدينة النحاسية حقيقة أم خيال

315
القاهرية
مدينة النحاس واحدة من أشهر المدن الأسطورية التاريخية التي تعتبر لغزا كبيرا يقال أنها مدينة بناها الجن للنبي سلميان في دولة المغرب
يوجد الكثير من المدن الأسطورية المفقودة في التاريخ . كمدينة أتلانتيس أو قارة أتلانتيس التي يقال أنها وصلت لدرجة هائلة من التطور . ” مدينة طروادة ” التي كانت مركز أحداث حرب طروادة التاريخية الشهيرة في تركيا . مدينة ممفيس الفرعونية المفقودة والتي كانت عاصمة مصر في 3،1000 قبل الميلاد . أما أشهر المدن التاريخية المفقودة في العالم فهي مدينة النحاس والموجودة في المغرب the copper lost city . يقال أن من بنى هذه المدينة هم الجن الذي سخرهم الله لسيدنا سليمان .
لكن ما هي قصة هذه المدينة الأسطورية
سيدنا سليمان كان هو الوحيد من بين كل الأنبياء عليهم السلام الذي سخر له الله الجن والإنس لخدمته . وسخر له الله كل شىء، الريح والطير، والنمل، والجن، والإنس، يطبقون كل ما يأمرهم به ، وسخر له مردة الشياطين، الذين كانوا يغوصون فى أعماق المحيطات لاستخراج الكنوز من اللآلئ والجواهر .
وكان عظماء الجن يؤدون الأعمال التى يصعب على البشر القيام بها . كبناء القصور العالية ، والصروح الضخمة،..!! . حيث ذكر في القران الكريم هذه الاية : «وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ».. وفى سورة سبأ: «وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ» .
ما علاقة سيدنا سليمان بمدينة النحاس
مدينة النحاس بنيت بالكامل من النحاس فعلا . و يقال بأنه تم بناؤها من طرف الجن بأمر من سيدنا سليمان في مكان قريب من بحر الظلمات . هذه المدينة هي نفسها مدينة فيافي الأندلس في المغرب . وحاليا هذه المدينة هي مدينة تطوان . ويقال لها أيضا مدينة الصفر بسبب لون النحاس الأصفر . هذه المدينة تتميز بمزيج من الثقافات العربية والأندلسية والفرنسية .
تقع مدينة النحاس غرب المغرب على ساحل البحر الأبيض المتوسط بين مرتفعات جبل درسة وسلسلة جبال الريف ،. وتبعد على بعد أمتار قليلة من مضيق جبل طارق
ويقال أنها توجد بين أسبانيا والمغرب وبالتحديد مدينة تطوان المغربية
بدأت أول عملية بحث عن هذه المدينة الأسطورية عندما وصلت أخبارها إلى عبد الملك بن مروان الخليفة الخامس من خلفاء بني أمية والمؤسس الثاني للدولة الأموية من سنة 685 الى 705 ميلادية ،
وهناك وصى الخليفة عامله بالمغرب المسمى موسى بن نصير قال له في رسالة : ”بلغني خبر مدينة النحاس التي بناها الجن لسليمان عليه السلام ، فاذهب إليها . و اكتب إلي بما تعاينه من العجائب و عجل بالجواب سريعا إن شاء الله” .
بداية البحث عن مدينة النحاس
مباشرة بعدما وصلته رسالة بن مروان خرج موسى بن نصير مع الكثير من الرجال بمؤونة تكفي لشهور
سلكوا طريقا قاحلة وعرة لم يسلكها بشر . إلى أن وصلو لبقعة واسعة مليئة بالعيون والأشجار والنخيل . فيها حيوانات وطيور كثيرة بعضها لم يرو مثله من قبل .
ليلا ظهر لهم بريق غريب في السماء كان مشهدا مثيرا للريبة . أمر موسى بن نصير رجاله بالنهوض ليتحقق من مصدر هذا الضوء . و بينما هم يمشون ظهر لهم سور كبير سور لا يبدو أنه من صنع أيادي بشرية . صعقوا من المشهد بدا لهم وكأنه فعلا سور مدينة النحاس التي يبحثون عنها .
حاولو بكل الطرق إيجاد مدخل أو باب لهذا السور لكن لم يفلحوا في إيجاد أي طريقة للدخول ، أحد المهندسين خرج بفكرة وهي أن يقوموا بحفر نفق تحت السور للوصول للمدينة ، ولما بدأو الحفر إلى أن وصلو للماء وجدوا أساسات السور النحاسية كانت أقوى مما تخيلوا فتراجعوا عن الفكرة ، ثم خرج رجل منهم بفكرة ثانية وهي أن يقوموا ببناء سور مماثل لسور المدينة في العلو ثم يصعدوا عليه ويدخلوا المدينة ، بالفعل طبقوا الفكرة وبنوا سورا ضخما وضعوا عليه سلم ، فتطوع رجل منهم وصعد إلى أعلى سور المدينة وما إن وصل للأعلى حتى شاهد المدينة أمام عينه فصعق وصدم من المشهد وفجأة بدأ بضحك هستيري و صفق بيديه و ألقى بنفسه إلى داخل المدينة .
ليتبع ذلك ضجة عظيمة و أصواتا هائلة وصراخ غريب لم يسمعوا به من قبل ، شعروا بالخوف والفزع الشديد ، استمرت تلك الأصوات المرعبة لثلاثة أيام بلياليها ، ولما خبت تلك الضجة بدأ موسى بن نصير ورجاله يصيحون باسم ذلك الرجل لعله يجيبهم ، ولكن لا أثر له .
قرر رجل أخر التطوع للصعود للسور بعدما وعدوه بضعف دية الرجل الأول وقال :” أنا أصعد فشدوا في وسطي حبلا قويا ، و امسكوا طرفه معكم حتى إن أردت أن ألقي نفسي في المدينة فامنعوني “
فلما صعد الرجل حدث له نفس الشيء صدم وأندهش وبدأ بالضحك و صفق ثم ألقى نفسه من السور فجروه من الحبل لكن فجأة بدأوا يحسون بقوة معاكسة تشد الحبل من الجهة الأخرى للسور ، فانقطع جسد الرجل نصفين ، ليسقط نصفه العلوي داخل المدينة ويبقى نصفه السفلي معلقا بالحبل ، كان المنظر مقظظا ومرعبا وسمعوا صوت ضجيج وصياح داخل السور ،. هنا علم موسى بن نصير ، أن صاحب هذه الفعلة واحد لا غيره وهو الجن ، وقال :”ربما يكون في المدينة جن يأخذون كل من أطلع على المدينة ”
أمر رجاله بالرحيل وبينما هم يمشون حتى عثر موسى على الواح مصنوعة من الرخام الأبيض الفاخر ، لوحة من هذه اللوحات فيها نقوش وكتابات تبين أنها أسماء الأنبياء عليهم السلام والفراعنة والملوك وبعض الوصايا ، ووجدوا صورة من نحاس لرجل في يده لوح من نحاس و في اللوح مكتوب : ”ليس ورائي مذهب ، فارجعوا و لا تدخلوا هذه الأرض فتهلكوا” .
قال الأمير موسى : ”هذه أرض بيضاء كثيرة الأشجار و النبات و الماء ، فكيف يهلك الناس فيها؟”
أمر رجاله بالتحرك ودخول تلك الأرض ، فإذا بمنظر لا يرى في الأحلام قد حصل معهم ، نمل ضخم خرج من بين الأشجار نحو الرجال فمزقوهم مع خيولهم لأشلاء ، وبينما ذلك النمل الأسطوري يقترب فإذا به فجأة وبدون سابق إنذار توقف أمام الصورة النحاسية وعادوا أدراجهم .
كان واضحا أن لهذه الصورة قوة غامضة
كان الأمير موسى ورجاله قد ابتعدوا نوعا ما عن سور مدينة النحاس . حتى وصلوا لأرض أول مرة يرونها ، فيها بحيرة كبيرة وأشجار مثمرة وخضرة وأزهار من كل لون ونوع . جذبت البحيرة انتباه الأمير فأمر الغواصين معه بالنزول في البحيرة لرؤية ما يوجد في قاعها . وفعلا وجدوا فيها نوع من الفخار النحاسي عليها أغطية من مادة الرصاص وعليها ختم . قاموا بفتح واحدة من تلك الأواني فخرج منها فارس من نار وفي يده رمح ناري فطار في الهواء و هو ينادي “يا نبي الله لا أعود” . تعجبوا من المشهد ليقوموا بفتح آنية أخرى ليجد نفس الشيء
و قال الأمير : ” ليس من الصواب أن نفتح هذه الحباب لأن فيها جنا قد سجنهم سليمان عليه السلام لتمردهم ”
قاموا على أثر ذلك بإعادة كل الأواني النحاسية للبحيرة . فجأة خرج من وسط البحيرة شخص يشبه البشر في هيئته ولكنه عملاق سألوه :”من أنت يا هذا القائم على الماء؟ ” فأجابهم :”أنا من الجن الذين سجنهم سليمان في هذه البحيرة ، و إنما خرجت لما سمعت أصواتكم لأني ظننت أنه صاحب الكلام” . قالوا :”من صاحب الكلام ؟” .أجاب :”رجل يمر بهذه البحيرة في كل سنة يوما ، فيقف فيذكر الله و يسبح و يقدس و يكبر و يستغفر و يدعو لنفسه و للمؤمنين و المؤمنات ، ثم ينصرف ، و أسأله عن اسمه أو من هو فلا يكلمني” . سالوه :”أتظنه الخضر؟” . قال :”لا أدري” .سألوه مرة أخرى :”كم سجن سليمان من الجن ؟ ” قال :”و من يقدر أن يحصي عددهم ؟ ”.
تناقل الناس قصصا غريبة وعجيبة عن هذه المدينة الأسطورية , وكانت تختلف الروايات مع مرور السنين يزداد فيها شيء وينقص منها شيء , فهناك رواية تقول بأنهم تمكنوا من العثور على 25 بوابة في السور وواحد من الفرسان استطاع التغلب على تأثير المدينة عليه ولم يسقط داخلها كسابقيه وتمكن من النزول ليفتح لهم البوابة ليدخل موسى بن نصير ورجاله ليجدوا فيها كنوز ومجوهرات وذهب وكل ما يتخيله العقل .
حتى رواية بناء المدينة فيه اختلاف الرواة الأولى تقول أن الجن هم من بنوها بأمر من سيدنا سليمان عليه السلام والرواية الثانية تقول أن ذو القرنين هو من بناها ليكنز فيها ثرواته ثم قام بوضع سحر وطلاسم عليها كي لا يتمكن أي إنسي من دخولها أو حتى رؤية ما فيها .
هناك من يصدق بوجود مدينة النحاس فعليا وهناك من يعتقد أنها مجرد قصة لا أساس لها من الواقع , فابن الخلدون مثلا انتقد قصة مدينة النحاس وقال أنها كلام فارغ وكتب في كتابه المعنون با “تاريخ ابن خلدون” أن قصة هذه المدينة مستحيلة عقلا ومنطقا وهي منافية لمبادئ القوانين الطبيعية وكان لياقوت الحموي نفس رأي ابن الخلدون حيث قال في كتابه معجم البلدان عن مدينة النحاس ، ” ويقال لها مدينة الصُّفر، ولها قصة بعيدة عن الصحة لمفارقتها العادة لكن أين الحقيقة الله أعلم
قد يعجبك ايضا
تعليقات