القاهرية
العالم بين يديك

التهاون في العمل خيانة

361

كتب د_ عيد علي

الأمانة فضيلة محمودة وفريضة كبرى ومن تولى عملا أو تقلد منصبا أو كلف بعمل وقبله وتهاون فى أداءه فهو خائن لما كلف به وقد ضرب الله لنا مثلا لكي لا نستهين بها (إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا ) لذلك وجب علينا قبل قبول ما نكلف به هل نحن جديرون بهذا التكليف أم سيأتى يوما نتهاون فيه.
والمناصب أمانات والتفريط فيها يُعَد خيانة « لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له » ولذلك لما سأل أبوذر رضي الله عنه – الرسول ﷺ لماذا لا يستعمله قال له ” يا أباذر! إنك ضعيف ، وإنها أمانة ، وإنها يوم القيامة خزي وندامة ، إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها ”
فاحذر من قبولها من أجل التفاخر والتباهى فهي تكليف وليست تشريف ولنسأل أنفسنا هل وضعنا معايير لاختيار أصحاب المناصب وهل إلتزمنا بما وضعنا وهل الثقة وحدها كفيلة لحفظ هذه الأمانة كلا والله لقد أثبتت التجارب الحياتية أن أهل الثقة إن لم يخلصوا ويؤدوا ما كلفوا به فهم أول من يخونون الأمانة فالأمانة تقضي بأن نصطفي للأعمال أحسن الناس قياما بها ، فإذا ملنا عنه إلى غيره لهوى أو رشوة أو قرابة فقد ارتكبنا بتنحية القادر وتولية العاجز خيانة فادحة “. وقد رُويت أحاديث تحذر من الخيانة في تولية المناصب لغير الأكفاء تحذيراً شديداً وتُرهّب منه ترهيباً مخيفاً، مثل ما روي عن النبي عليه السلام – أنه قال : ” من استعمل رجلا على عصابة _ أي جعله مسؤولا على جماعة – وفيهم من هو أرضى لله منه، فقد خان الله ورسوله والمؤمنين ” فإن سُلّمت لمن هم ليسوا بأهل لها فمن شأن ذلك أن يؤدي إلى انتشار الفساد في المجتمع بأسره بحسب خطورة المنصب. وذلك ما نبه إليه النبي – عليه السلام – في الحديث الذي رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله : ” إذا ضُيعت الأمانة فانتظر الساعة ” ، قال: “كيف إضاعتها يا رسول الله ؟ ” ، قال : ” إذا أُسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة “. وبناء على ما سبق وجب اختيار الأكفأ في عملية تولية المناصب. والله الموفق ونعم المعين

قد يعجبك ايضا
تعليقات