بقلم-اماني مختار
سؤال طرحه الكثير منذ آلاف السنين ومازال البحث عن إجابة له جاريا حتى عصرنا الحاضر.
لماذا نعمل؟ ولماذا ننتج؟ ولماذا نبدع؟ ولماذا نحرث و نحصد؟ ولماذا؟، ما دام مصير كل ذلك إلى الفناء وإلى الهلاك؟
هل تستحق منا الحياة كل هذه المعاناة، وكل هذا الشقاء ما دام الإنسان مصيره إلى الموت؟
الناس تتقاتل و تتصارع على كل شيء، على المنصب والوظيفة، وعلى قطعة الأرض وعلى المال، وكل يكيد للآخر و يحفر له.. من أجل ماذا، ما دام كل هذا المكسب مصيره للزوال.. وما دامت الأمور ستصل بنا في النهاية إلى أن نترك كل ذلك وراءنا لنورثه إلى أبنائنا الذين لم يتعبوا فيه ولم ولن يعرفوا قيمته؟!
الدنيا وأحوالها كلها حلم كاذب : الحب، والمال، والصحة والسعادة والمجد، والناس، لا يخلد شيء من ذلك ولا يبقى فكلها زائلة يوماً ما.
كن في الدنيا كالنحلة إن أكلت أكلت طيباً، وإن أطعمت أطعمت طيباً وإن سقطت على شيء لم تكسره ولم تخدشه.
من عشق الدنيا نظرت إلى قدرها عنده بصيرته من خدمها و عبيدها و أذلته، ومن أعرض عنها نظرت إلى كبر قدره فخدمته و ذلت له.
الدنيا كلها حلم كاذب، الحب، والمال، والصحة والسعادة والمجد لا يخلد شيء من ذلك ولا يبقى.
نأتي للاجابة السؤال، هل تستحق منا الحياة كل هذا التعب و المعاناة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من كانت الدنيا همَّه فرَّق اللهُ عليه أمرَه، وجعل فقرَه بين عينيْه، ولم يأتهِ من الدنيا إلا ما كُتب له، ومن كانتِ الآخرةُ نيتَهُ جمع اللهُ له أمرَه، وجعل غناه في قلبِه، وأتته الدنيا وهي راغمةٌ، ومن كانت الدنيا همَّه جعل اللهُ فقرَه بين عينيه، وفرَّق عليه شملَه، ولم يأتِه من الدنيا إلا ما قُدِّر له.”
فالمؤمن هو الذي يأتي تصوره عن الحياة الدنيا موافقا لما في القرآن الكريم، فهو الذي يرى أن الدنيا مطية الآخرة، وهو من يرى أن الدنيا دار عمل وتكليف ويرى الآخرة دار تشريف
(وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ).