القاهرية
العالم بين يديك

أين ستشتري لنا بيتا؟

135

بقلم/ حسن محمد

بمَ سأجيب حبيبتي لو سألتني:.أين ستشتري لنا بيتا؟
سأرد:

لن أشتري، سأبني لكِ قصيدة طويلة تركيبها كمالكِ هندستها قوامكِ.. سُلْمها نفسكِ الطويل وقت انصاتك لحديثي عن أهدافي البعيدة عني، القريبة مني معكِ. سأزين جدأين ستشتري لنا بيتًا ارها بلون شَعرك وأشعل قناديلا بنور وجهك..

لا حاجة لنا أن نستظل تحت سماء الدنيا؛
عيناك سماءان يحملان قمرين..
لا حاجة لنا إلى الشمس؛
ابتسامتك شروق وخجلك غروب.

سأوفر عنك شراء الأجهزة الكهربائية معللا أن حضنك يكفينا عن عمل المِدفاء ورشاقتك تعوضنا عن تكاليف المكيف..
موضحا أن صوتك عند الدندنة محطة راديو تصدر صوتا كُلثوميا ساعة السهرة عن أغنية «أنت عمري». والصخب منك دوشة تلفاز يذيع مقطعا نادرا لصوت عصفورة ملائكي نزلت من السماء. أما عن قصتها يقولون:

أنها كانت معجزة من الله. لم يدركها سوى عصفور كان يتجول صباحا يحمل معه «كاميرة» باحثا عن منظر جميل يصوره. لما وجدها تخفّى في مكان بعيد كي لا تراه حتى لا تطير. راحت تغرد أعذب الألحان؛ فرفرفَ المسكين من شدة عذوبته. أحستْ خطرا فطارت. تخيلي هذا العصفور غاب عن أهله ضاربا الأرض شمالها وجنوبها شرقها وغربها بحثا عنها.
كأن عرض المقطع استغاثةُ يائس عن طول رحلة لم يتحقق فيها سعيه بالوصول.

قالت حبيبتي: هذا العاشق غبي.. لأنه لم يبحث عنها في السماء.
قلتُ: لن يبلغ حدود السماء.. فكان الحل أن تنزل له، فليسأل الله عنها، عن معجزة، في زمن انتهت فيه المعجزات.

نعود إلى مكان بيتنا..
سأبني لك بيتا في قلبي، سأنقش أبياته تحت جلدي حتى لا يراه الناس. إنني رجل أغار من أنظار المتطفلين.. وحسد الوحيدين..

إنني أجيد الكتابة كما أنكِ تجيدين الغناء،
فلا معنى أن أكتب شعرا لا يدندنه صوتك.

إنني أجيد البناء،
فلا جدوى أن أشيد بيتا لا يسكنه قلبك.

قد يعجبك ايضا
تعليقات