القاهرية
العالم بين يديك

المخالف في الرأي والعقيدة

127

كتب_فرج العادلي

بداية أقول: لا يحل لك أن تعاقب من يخالفك في الرأي، أو حتى العقيدة … كما لا يجوز له أن يصنع معك مثل ذلك. لماذا؟

لأن الله تبارك وتعالى جعل الدار الآخرة للثواب، والعقاب، ولم يجعل ذلك في الحياة الدنيا أبدًا، بل إن رب العالمين سبحانه وتعالى يرزق، ويشفي، ويعطي، ويهب، ويُسعد من لم يؤمن به، فلا يجوز لك أنت أيها العبد المسكين أن تجعل الدنيا دار حساب، وجزاء، وثواب، وعقاب، فتغضب من هذا، وتشتم هذا، وتعتدي على ذاك؛ لأنه خالف ما تراه (حضرتك) صحيحًا وصوابًا، وفي الحقيقة بفعلك هذا أنت خالفت كلام الله تعالى، وسنة رسوله _صلى الله عليه وسلم_.

فعليك أن تسمع للطرف الآخر فتقبل، أو ترفض هذا حقك، تقترب أو تبتعد هذه حريتك، ترد بأدب، وحكمة أو تُهمل، لكن أن تحارب، وتسابب، وتقاطع، وتُجيش الجيوش، أو تعتدي على من خالفك، أو اختلف معك، فهذا من الجهل، وضيق الأفق، وتحكم الهوى من النفس، والاعتداد بالرأي، وليس ذلك من الإيمان في شيء، أو الالتزام أو حتى الأخلاق كما تظن، لماذا لأن الله تعالى أجَّل من كفر به ليوم الحساب، ولم يقطع عنه رزقه، ولم يغلق في وجهه باب رحمته، ولم يحرمه من نعم الحياة الدنيا، وملذاتها، فلما تفعل أنت ذلك؟!

كذلك فإن الله تعالى لم يعطِ المؤمن أكثر من غيره، ولم يميزه على غيره.. باختصار، لأن الدنيا ليست دار جزاء وإنما دار اختبار كما أسلفنا.

فمن الآن اسمع للآخر، وتحاور معه، وتلطف إليه، وتمنى له الخير، فإن فعل فبها ونعمة، وإن لم يفعل فأنت لست موكلًا بعقابه، ولا بحسابه، ولا بمجازاته، وهو أيضًا لم يكفر بك أنت، ولم يخالف قوانينك أنت، ولن تدخل له النار، فعلاما نضع أنفسنا في غير موضعها، فأنا وأنت ومن خالفني وخالفك عبيد لله تعالى !!

 

قد يعجبك ايضا
تعليقات