بقلم _ نهال يونس
الدين المعاملة جملة نرددها كثيرا واعتدنا سماعها ولكن هل حقا ندرك معناها؟؟
أحيانا نرسم للبعض في عقولنا صوراً تامة الجمال صوراً ربما ترقى للكمالِ ، هذه الصور جميلة بقدر جمالنا نحن الداخلي وكاملة بقدر كمال حبنا لهم ،ليس شرطاً أن يكون أصحابها كذلك ،فهم انعكاس لما نكنه لهم من مشاعر ،ونظل هكذا محتفظين بها حتى تأتي أول صدمة فتهتز الصورة ربما هزة بسيطة ولكنها تزلزلنا زلزالا عظيما يدفعنا للتساؤل كثيرا أين الخطأ ويتركنا في حالة من الحيرة ،وربما يخلف لدينا شعور بالانكسار أو الخذلان وهو شعور ما أقساه،
ويظهَرُ الأشخاص في حياتنا على هيئتين منهم من يعيش فينا ونعيش فيهم ونحبهم ويحبونا ويتركون فينا جميل الأثر وتظل ذكراهُم عِطراً نتنفسُ منه كلما ضاق بنا الحال ،وهناك أخرون يظهرون في حياتنا ويكونون جزء من شكل الحياة في مرحلةٍ ما ويكونون احيانا سبب الضيق والأسى ،يكونون على هيئة مٍحنةٕ،
فلا تحكم علي إنسان من حلاوة كلماته ،أو من مظهره فالمظاهر خادعة، بل اجعل الأفعال هي مقياس الحكم فالفرد لا تكشفه سوي المواقف خاصة المفاجئة والقاسية منها ،فابحث عمن لا تغيره الأيام ،ولا الظروف ،ولا يتخذ من بعض الأحداث شماعات ليعلق عليها أخطائه ،فالأعوام تبدل تضاريس الجبال فكيف لا تبدل الأحوال، الجميع غالبا يتغير و سيتغير ،حتي انت، فكلنا حاملون للعيوب ولولا رداء من الله اسمه – الستر – لأنحنت أعناقنا جميعا من شدة الخجل ، فإن أجمل قلب على الإطلاق هو ذلك القلب الذي يحتفظ ببراءته ،وتلقائيته ،وبساطته حتى ،وهو يستشعر غموض الآخرين من حوله ،هذه ليست سذاجة ،ولكنها طريق سعادة ، فكن لينا سهلا قريب من الناس ، كن انسان كما خلقك الله فلا تفسد الفطرة النقية،وحاول ألا تقترب إلا ممن يسعدك قربه ولا تفتح نوافذك إلا على المناظر التي تسرّك أن تراها ،وأعلم أن ضرير الروح لا يرى وإن أبصر وبصير القلب لو أغمض عينه يرى أكثر ، فلا تردد علي الناس وتسمعهم أيات بل اجعل من أفعالك أية ومن أقوالك أية ، و أعلم أن تعيش إنسان وسط هذا المجتمع المنافق هو أمر سيكلفك الكثير ،فلا تنظر للناس بل اجبر الخواطر وانتظر المقابل من رب الناس . فمن سار بين الناس علي سجيته وفطرته وجابرا للخواطر أدركته عناية الله ولو كان في جوف المخاطر