القاهرية
العالم بين يديك

لا مساواة بين الرجل، والمرأة في الإسلام  لماذا ؟

143

 

كتب_فرج العادلي

لأن الإسلام لا يعرف التفرقة ولا التفضيل على أساس النوع، بل المدار كله في الإسلام العظيم على مدى القرب من الله تعالى والبعد عنه، على مدى العطاء للإنسانية أو الأثرة بالنفس، والأخذ منه، وقبل كل ذلك يكون المدار في الشريعة الإسلامية على تقوى العبد لمولاه.

 

فإذا كان الرجل أتقى، وأنقى من المرأة كان مفضلًا عليها، وإذا كانا في التقوى والنقاء، والعطاء سواء فهما عند الله تعالى في الفضل سواء، وإذا كانت المرأة أتقى وأنقى فهي الأعلى كعبًا، والأعظم قدرًا والأجزل أجرًا عند الله جلّ في علاه.

فعندنا نساء حُكِم لهن بالجنة وهن يمشين بأقدامهن على ظهر الأرض، ورجال حكم لهن بالنار وهم على ظهر الأرض بين الناس أحياء، والعكس بالعكس وجُد أيضًا.

وبعيدًا عن الدعوات المغرضة، والأصوات العالية الفارغة، فإن القرآن الكريم ذكر في آياته الكريمة نساء عظيمات كن ذات أثر كبير على البشرية جمعاء، وقد ذكرن تارة بالتصريح، وتارة بالتلميح، ومنهن زوجتا إبراهيم عليه السلام،«سارة، وهاجر»_عليهما السلام_ وامرأة فرعون _«آسيا»_ عليها الرضوان_«وأم مريم»«وأم يحيى» «ومريم» عليهن السلام، وغيرهن كثير…

وهذه المنزلة وهي ورود أو ذكر الشخصيات العظيمة الكريمة في القرآن الكريم لم تكن سوى للأنبياء، وزيد بن ثابت _رضي الله تعالى عنه_ تصريًحا، ونفرٌ قليل من السابقين في الإسلام تلميحًا.

وكما أن هناك سيدا شباب أهل الجنة، الحسن، والحسين _رضي الله عنهما_ فعندنا أربع نسوة هن سيدات لأهل الجنة «مريم»، «وآسيا»،«وخديجة»

«وفاطمة»،_عليهن السلام_

بل انظر وأنعم النظر إلى هذا المشهد، الرهيب، الرفيع، جليل القدر، عظيم الأثر، فهذا ملك الملوك، ورب الأرباب، يرسل جلَّ جلاله وتقدست أسماؤه سلامًا من فوق سبع سموات مع جبريل _عليه السلام_ أعظم الملائكة، لخديجة _ رضي الله تعالى عنها _ أم المؤمنين !

«فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، هذه خديجة قد أتَتْ، معها إناء فيه إدام، أو طعام، أو شراب، فإذا هي أتتك، فاقرأ عليها السلام من ربِّها ومنِّي، وبشِّرها ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه، ولا نصب»(البخاري)

فهذه تحية من ربها، وتحية من جبريل _عليه السلام_، وهذا قصر من قصب لا صخب فيه ولا نصب.

سألت فاطمة بنت رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ ورضي الله عنها وأرضاها – أباها، قالت: قلت: يا رسول الله، أين أُمِّي خديجة؟ قال:«في بيت من قصب»، قلت: أمن هذا القصب؟ قال:«لا؛ من القصب المنظوم بالدُّرِّ، واللؤلؤ، والياقوت»، وهنا في لفظ القصب مناسبة؛ لكونها أحرزت قصب السبق لمبادرتها إلى الإيمان دون غيرها، وقال: ببيت، ولم يقل: بقصر، لأنه لم يكن على وجه الأرض في أول يوم بعث النبي _صلى الله عليه وسلم_ بيت إسلام إلا بيتها، وهي فضيلة ما شاركها فيها غيرُها.

وإن المتأمل في التحية العظيمة، والقصر المنيف حقيقة يجد قمة الروعة، والجمال، والراحة، والسكينة، والهدوء، والاطمئنان، لخديجة _رضي الله تعالى عنها _ كل ذلك لبذلها، وعطائها لنبي الإسلام، وخدمة الإسلام والمسلمين، فهل قال القرآن الكريم هذه امرأة فلا تستحق هذه المنزلة؟ كلا، وحاشا.

إنما المعيار في الإسلام هو للتقوى والعطاء للإنسانية…«يُتبع»

قد يعجبك ايضا
تعليقات