القاهرية
العالم بين يديك

كنتُ بجوار المخبز

161

 

كتب_فرج العادلي

فرأيتُ متسولًا من أصحاب القدارات الخاصة يطلب خبزًا وليس عنده ما يشتري به، وهيئته تدل على أنه محتاج ، فعدتُ إلى كتب الفقهاء لأطالع حال هؤلاء المساكين الضعفاء في العصور الأولى لبزوغ شمس الإسلام العظيم..

ويا للعجب فقد رأيت أمرًا غاية في الروعة، والإبداع، والرحمة، والسلم، والسلام…

فإن هناك بيتَ المال وهذا البيت الطيب له أربعة موارد وهي كالتالي.

الأول: ما أُخذ من زكاة السوائم والعشور وما يؤخذ من تجار المسلمين إذا مرّوا بطريقٍ حراسته على المسلمين الحاضرين …

الثاني: خمس الغنائم والمعادنِ والركاز…

الثالث: خراج الأراضي و…

الرابع: من مات وترك مالًا وليس له وارث، أو ترك زوجة فورثت وبقي الباقي أو العكس و…

نأتي للعجب، وليس ذلك في منهج الإسلام بعجيب.

فمن ضمن هذه المصارف مصرف يكون كالأتي.

1_ العاجز عن الكسب سواء بإعاقة أو مرضٍ في بيوتهم أو ممن يفترشون الشوارع والطرقات .. فإن هذا يذهبُ لبيت المال ليتقاضى راتبه، أو يُرسل له إن لم يكن قادرًا على الذهاب بنفسه.

2_ علاج المرضى من الفقراء.

3_ الأكفان، وتجهيز الميت، وحفر المقابر لغير القادرين…

4_ نفقة اللقيط وأبناء الشوارع ومن في حكمهم من المسلمين وغير المسلمين..

هذا ويجب على القائم على بيت المال أن يُرسل هذا المال إلى مستحقيه برقابة صارمة حتى لا يقع أحدٌ من هؤلاء المساكين تحت وطأة الحاجة أو إهانة المتجبرين…

هذا هو الإسلام الذي سبق الدنيا بمنظوماتها ومنظماتها قبل قرون متطاولة وأزمان متباعدة…

فاللهم صل وسلم وبارك على أشرف الخلق محمدٍ إمام المرسلين والحمدلله رب العامين.

قد يعجبك ايضا
تعليقات