القاهرية
العالم بين يديك

الصوم والصحة النفسية

274

كتبت د _ ياسمين عبد الله

شهر رمضان هو شهر الخير والبركة، شهر العبادة والتقوي، وقد حث الله سبحانه وتعالي الإنسان المؤمن علي صيام هذا الشهر الفضيل للفوائد العديدة التي تعود عليه والتي سنتعرف علي أهمها من خلال السطور التالية :
فهو يعمل علي إنماء الشخصية وتحمل المسئولية، فالصيام يدرب الإنسان وينمي قدرته علي التحكم في الذات،كل الغرائز تصبح تحت سيطرة الإرادة وقوة الإيمان، فيشعر الصائم بالطمأنينة والراحة النفسية فالنفس البشرية تمتلئ بكثير من المشاعر،مثل الطمع والحقد والتكبر والعداء والأنانية واللامبالاة بالآخرين والكراهية وغيرها، وتتفاعل هذه المشاعر داخل النفس باستمرار، وأحيانا يولد هذا التفاعل أمراض نفسيه متعدده، لذلك جعل الله العبادات وسيلة راحة وتهدئة لهذه المشاعر، كالصلوات الخمس وصوم رمضان كل عام.
وتتجلي في رمضان اسمى غايات كبح جماح النفس وتربيتها بترك بعض العادات السيئة، وخاصة عندما يضطر المدخن لترك التدخين ولو مؤقتا علي أمل تركه نهائيا، وكذلك عادات شرب الشاي والقهوة بكثرة،هذا فضلا عن فوائد نفسية كثيرة ، فالصائم يشعر بالطمأنينة والراحة النفسية والفكرية ويحاول الابتعاد عما يعكر صفو الصيام من محرمات ومنغصات ويحافظ علي ضوابط السلوك الجيدة مما ينعكس إيجابيا علي المجتمع عموما ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” الصيام جٌنّه، فإذا صام أحدكم فلا يرفث ولا يجهل، وأن امرؤ قاتله او شاتمه فليقل اني صائم اني صائم” رواه البخاري وغيره
وقد أثبتت دراسات عديدة انخفاض نسبة الجريمة بوضوح في البلاد الإسلامية خلال شهر رمضان .إن شهر رمضان المبارك يزيد من قوه الإنسان وقدرته علي التغلب علي الشهوات..فالصيام ليس فقط امتناعا عن الطعام والشراب ،ولكنه قبل ذلك امتناع عن العدوان والشهوات وميول الشر.
وختاما..فالصيام له فوائده المؤكدة من الناحية النفسيه ، وأن كان الصيام يتعارض مع بعض المرضي بحالات نفسيه وعصبيه، الا ان الصيام لا يتعارض مع العديد من هذه الامراض، وعلي هذا يستطيع هذا المريض ان يصوم ، بل ومن الضروري أن يفعل ذلك ، فالصيام له تأثيره المخفف لوحده المعاناه والآلام في الكثير من الحالات .

قد يعجبك ايضا
تعليقات