القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

 المحارب العظيم تحتمس الثالث

234

أحمد الزعبلاوي
هو ابن الملك « تحتمس الثاني » من الزوجة الفرعية «ايزيس ».
يعتبر تحتمس الثالث مؤسس الإمبراطورية المصرية.
قد تقلد العرش صبيا وكانت حتشبسوت هي الوصية عليه ، ولكن من العام الثاني انفردت بالحكم لوحدها ولكن بعد وفاتها قام بضم فترة حكمها تلك لحكمه غير معترف بأحقيتها في حكم البلاد .
سجل تحتمس الثالث علي آثاره قصة توضح أنه اعتلي العرش بناء علي رغبة أبيه آمون حيث يذكر انه كان منذ نعومة أظافره ورعا ونقيا ومرتادا لمعبد الإله آمون بالكرنك وحينما كان في إحدي قاعاته يرتكن إلي أحد أجنابها فإذا بتمثال الاله آمون والذي كلن يمر علي أكتاف الكهنة طائفا بالمعبد يتوقف أمام الطفل تحتمس وكأنه يمهد لإختياره ملكا علي عرش البلاد .
وقد نقش «تحتمس الثالث» منظرَ تتويجه على جدران معبد الكرنك في حفلٍ رائعٍ مثل بوصف تمثيلي تتضاءل أمامه تلك القصص الخيالية التي نشاهدها على الشاشة ، وهذه النقوش ما تزال موجودةً حتى الآن على الجدار الجنوبي الخارجي من المباني، التي أقامها في معبد الإله «آمون» بالكرنك.
يعد تحتمس الثالث أعظم المحارببين بين ملوك مصر .
فوفقا لمدوناته العسكرية قام بتسيير ما لايقل عن ١٧ حملة .
« معركة مجدو »
واجه تحتمس الثالث مشكلة خطيرة هددت زعامة مصر الذي تعرض لهجرات الحوريين من أواسط آسيا واستقر بعضها في سوريا والعراق وتسموا بإسم الميتانيين وفي الاناضول باسم الحيثيين حيث شجعت تلك الظروف أمراء سوريا وفلسطين بقيادة أمير قادش علي إعلان العصيان علي مصر فشن الملك مايزيد علي ١٦ حملة عسكرية علي آسيا كان أشهرها التي شنها علي مدينة ” مجدو ” الواقعة علي نهر العاص التي كانت تتمتع بموقع استراتيجي هام كما كانت أغني الإمارات في تلك الآونة وقد سجل تحتمس الثالث وقائع معركة مجدو وتاريخها بالتفصيل علي آثاره وخصوصا جدران صالة الحوليات الخاصة به في معبد الكرنك ومن خلال هذه المعركة اثبت عبقريته السياسية والعسكرية والشجاعة الفائقة .
« أحداث المعركة »
وقد سار تحتمس بجيشه مخترقًا الصحراء التي تقع على الحدود الشرقية والحدود الجنوبية لفلسطين، فوصل «غزة» بعد مسيرة عشرة أيام قطع فيها نحو مائة وخمسة وعشرين ميلًا في بقاعٍ معظمُ طرقِها صحراوية قاحلة لا زرع فيها ولا ضرع ؛ولم يمكث «تحتمس» في بلدة «غزة» إلا سواد ليله؛ وصباح اليوم التالي سار على رأس جيشه نحو «يحم» وتقع على مسافة ثمانين ميلًا من «غزة»، وقد عسكر الجيش فيها بضعة أيام، استطاع في خلالها «تحتمس» أن يطلق عيونه ليقفوا على مواقع العدو ومكانه ، وبعد ان جمع الأخبار عن مواقع القتال ومراكز العدو جمع مجلس الحرب “والذي كان يتكون من كبار قادة الجيش” ليتشاور مع ضباطه في أحسن الطرق التي يجب أن يقتحمها الجيش إلى «مجدو»، وكان وقتها علي الملك تحتمس الثالث أن يسلك طريقا من ثلاث طرق : طريقان منهما طويلان سهلان وهما ” تعاناقا، جفتي” أما الثالث فهو طريق قصير وعر وهذا الطريق مااختاره الملك وفي النهاية وصل تحتمس جنوبي «مجدو» على شاطئ مجرى نهر «قنا» وعسكر الجيش هناك ، وفي هذه الأثناء كانت قوة السوريين بلا نزاع قد عسكرت في نفس الوادي بالقرب من «مجدو»، وكانت لهم قوة أخرى قد عسكرت عند «تاعنخ»، وكانت مهمتها منع زحف المصريين وإعاقة تقدُّمهم من كلا الطريقين ، ولكن تحتمس الثالث فجئهم عند اختياره الطريق الوعر وكان علي رأس جيشه ؛ وقد مد جيشه بالحماس وان يظل ثابتًا في مكانه شجاعًا ؛ وفي الصباح أعطى تحتمس كلَّ رجال الجيش الأوامر للاستعداد للمعركة ؛ وكان جناح الجيش الأيسر يقف على ربوة جنوب قنا، أما الجناح الأيمن فكان معسكرًا في الشمال الغربي من مجدو، وكان تحتمس وسطهما ،وحارب تحتمس محاربة الابطال وقد راي الأعداء اثناء المعركة ان النصر حليفا لتحتمس ففروا هاربين نحو مجدو تاركين خيلهم وعرباتهم المصوغة من الذهب والفضة،وقد استولى تحتمس على خيلهم وعرباتهم غنيمة باردة؛ وبعد انتصار «تحتمس» على جموع العدو الذي احتمى داخل أسوار مجدو نفسها، حشد «تحتمس» جيشه وحاصَرَ المدينة وقد استمر الحصار سبعة أشهر أتى بعدها الأمراء خاضعين مسلِّمين متاعهم ومقدِّمين طاعتهم له وقد تعطَّفَ تحتمس وأمر بأن يُوهبوا نفس الحياة وسمح بهدنة وكان ضمن شروط الهدنة على ما يظهر أن يرسل كل أمير وارثه إلى مصر ليتعلَّم طرائق الحياة المصرية، وبعد ذلك أتى هؤلاء الأمراء حاملين عطاياهم من الذهب والفضة.
وقد كان من أول أعماله عندما وصل مظفرًا إلى عاصمة ملكه أن أرسل رسولًا إلى حاكم «كوش» الملقَّب «بابن الملك»، الذي كان معسكرًا بقوة عظيمة في بلاد النوبة السفلية، يخبره بانتصاراته، ومن المحتمل كذلك أنه أمر بإذاعة ذلك بين الجنود وأهالي السودان، وأن يُنقَش ذلك الخبر على معبد وادي حلفا وقد تمَّ ذلك في الحال.
وقام تحتمس بالعديد من الحملات استطاع الملك نتيجة لتلك الحملات أن يوسع ويثبت سيطرته العسكرية والإدارية في آسيا حيث سيطر علي فلسطين كلها وجنوب سوريا وفي إحدي حملاته بلغت قواته نهر الفرات وحدود مملكة ميتاني .
كما أنه سيطر علي النوبة السفلي بأكملها ووصلت قواته حتي منطقة الشلال الرابع في النوبة العليا وقد دونت وقائع تلك الحملات علي معبد الكرنك وعلي صخور جبل البرقل وغيرها .
شادت نصوص عهده بمهارته الحربية وشجاعته البطولية كما شادت بكفاءته الإدارية في داخل مصر وخارجها .
أخذت في عهده الأمم التي لم تخضع لمصر تطلب ودها مثل دولة خيتا وجزر البحر المتوسط .
أصبحت طيبة في أيامه ليست فقط عاصمة لمصر بل عاصمة العالم القديم باسره .
تدفقت الغنائم علي مصر من كل جانب مما ساهم بنصيب كبير في تقدم فن العمارة .
ملأت عمارة تحتمس الثالث البلاد من معابد للألهة ومسلات.
تكفي الإشارة إلي أربعة مسلات التي أقامها احتفالا بعيده الثلاثيني حيث أقام اثنتين بمعبد الكرنك واثنتين بمعبد أون (عين شمس ) وغيرهم في مناطق مختلفة .
بني تحتمس الثالث معبدا لنفسه بجانب معبد حتشبسوت بالدير البحري .
حكم تحتمس الثالث مايقرب ٥٤ عاما ضاما اليه فترة حكم حتشبسوت والتي لم يعترف بفترة حكمها .
بني تحتمس مقبرته بوادي الملوك وتملك رقم kv34 وهي مقبرة محفورة في الصخر .
وقبل وفاته صارت الإمبراطورية المصرية تمتد من أعالي نهر دجلة والفرات شمالًا حتى مدينة نباتا عند الشلال الرابع جنوبًا.

قد يعجبك ايضا
تعليقات