القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

رسالة لكِ كأم

142

كتبت/ سالي جابر

جميعنا سمع عن قصة أديسون المخترع الشهير الذي عاد من المدرسة ذات يوم وقال لوالدته: هذه رسالة لكِ من إدارة المدرسة، وعندما بدأت في قرأتها حاولت مقاومة دموعها، وقالت بصوتٍ عالٍ ” ابنك عبقري والمدرسة صغيرة عليه وعلى قدراته، عليكِ أن تُعليميه في المنزل “
مرت السنون وتوفيت والدته، وبينما هو يبحث عن أشياء في المنزل وجد رسالة نصها ” ابنك غبي جدًا، فمن صباح غد لن ندخله المدرسة”
لكن بفضل هذه الأم العظيمة تحول من طفل غبي إلى أكبر مخترع في تاريخ البشرية، والأمومة كنز، ودرع واقٍ ضد سهام الحياة المميتة، وهذه الأم لم تتذمر وتصرخ في وجه طفلها، بل حولت كل هذا الألم بداخلها إلى فكرة تستطيع من خلالها النجاة بطفلها وأن تصل به إلى بر الأمان؛ ولهذا فأنا أوجه رسالة لكِ أيتها الأم القوية العظيمة تساعدك في تحديد النقاط الهامة والأساسية لتربية طفل سليم نفسيًا

• هناك فرق بين الرعاية والتربية، الرعاية هي الاهتمام بالمأكل والملبس والدراسة، أما التربية فهي تعليم طفلك احترام ذاته وتقديرها وثقته بنفسه.

• عليكِ أن تستثمرين في طفلكِ لا أن تستثمرين لطفلك؛ اعلمي أن المال الذي تدخرينه له للغد هو وسيلة سهلة الحصول عليها إذا قمت باستثمار هذه الأموال فيه في الصغر بتعليمه وزيادة مهاراته وتوسيع مداركه.

• حديثك مع طفلك قبل النوم، أو قراءة قصة له، واستفسارك عن تفاصيل يومه، تخلق له أجنحة من الفرح والسعادة

• اجعلي حبك لطفلك تعبر عنه الكلمات والأفعال، بحضنك له، وقُبلة علي جبينه، ووضع لقمة في فمه، وابتسامة وضحكة معه، ولا تجعليه حبًا مشروطًا، بأن تحبيه إذا فعل ما تريدين فهذا يخلق منه شخص جبان يخاف أن يخسر أحد يفعل ما يريدون فقط.

• اتركِ طفلك بعد الثالثة من عمره يُهدهد نَفْسَهُ بنفسه، ولا تجري عليه عندما يقع، لإن هذا يجعله ضعيفًا لا يقوى على تحمل المسؤولية، وعندما يقع يريد من يحمله ويحمل عنه متاعبه، ويعيش دور الضحية.

• اسكبي قليلًا من الحب والدلع علي قليلًا من الحزم والشدة في وعاء تربيتك له، لأن التربية السليمة مفادها لا إفراط ولا تفريط.

• لا تنفذين له كل رغباته حتى وإن كنتِ تستطيعين ذلك، اجعليه يتحمل معكِ، ويتعلم معنى الحفاظ علي ممتلكاته، وكيف ومتى يأتي بغيرها.

• علميه معنى التحمل والصبر …. كيف يأخذ دوره في لعبة مع أقرانه، كيف يأخذ دوره في البيت.

• حددي له مهامه اليومية حتى يشعر بأن له كيان ودور في هذا البيت، وأسأليه عن رأيه أين يخرجون إلى التنزه في الإجازة الأسبوعية، وخُذي برأيه، وإن كان مخطئًا قولي له أليس من الأفضل أن نذهب إلى …. وذلك مع تعليلك سبب رفضك المكان الذي اختاره

• انصتين له جيدًا عندما يتحدث إليكِ، اتركِ ما تفعلين من أجله، وهو سيشعر بذلك، ويشعر بقيمته عندك

• عززي قيمة الاعتزار داخل بيتكِ، وفي تعاملكِ مع أطفالك، حتي يعلم أن الاعتزار لا يفقد الشخص قيمته بل يزيده عُلوًا ورِفْعة.

• كلمة لو سمحت ومن فضلك كلمة سحرية تُشعره بقيمته، وبدلًا من أن تقولين له” لا تتحدث بصوت مرتفع” قولي له ” أنا متوقعة منك أن تتكلم بشكل أفضل”

• تأكدي دائمًا أن الطفل ليس له ذنب في الضغوط التي تعانين منها، واعلمي أنه لم يأتِ لهذه الدنيا لإهانته على يديكِ

• اتركِ طفلك يلعب ويرقص ويغني، فإن طفولته من أجل ذلك، وإذا شعرتِ بالصداع لا ترغميه على الجلوس وعدم الحركة، بل انهضي أنتِ وابتاعي حبوب مسكنة للصداع

• بيتك المنظم دليل علي كبت حرية أطفالك، اجعليهم يلعبوا ويتمتعوا، وعلميهم أن يحتفظوا بألعابهم في أماكنها المخصصة قبل النوم.

• عقابك المنظم لطفلك عندما يُخطئ يساعده علي تمييز ماهو مقبول وماهو غير مقبول، عليكِ اختيار عقاب مناسب للموقف، ولا تقللي من قيمته أمام أحد.

• حاولي أن يكون توجيهك لطفلك مُقنع.
• ‏اعلمي أن هناك فروق فردية بين الأفراد، ولهذا لا تتوقعين من أطفالك نفس الإنجاز، بل ابحثي داخل طفلك عن جانبه المبدع

• تأكدي من رسائِلك الخفيه التي تمنحيها لطفلك وأنتِ لا تدرين، من خلال حديثك عنه أمام الآخرين

• الطفل يتعلم بالنموذج القدوة لا بالأوامر والصراخ، فكوني قدوة حسنة له

• علمي طفلك كيف يعبر عن مخاوفه، وكيف يتحكم فيها، واحذري من عقابه علي خوفه من شئ، لأن هذا يؤدي إلى كبت هذه المشاعر.

•اعلمي جيدًا أن الإفراط في توجيه الطفل وتأنيبه لأتفه الأسباب، والسخرية منه أمام الناس تففده ثقته بنفسه، وتجعله طفل قلِق خجول .

• أعطي لطفلك مساحة من الحرية الشخصيةلاختيار ما يأكل وما يلبس.

• ولكي تقومين بكل هذا تعلمي أنتِ أولًا كيفية الاسترخاء، والتخلص من العصبية بأخذ وقت كافٍ لكِ ومن أجلكِ أنتِ، استقطعي وقتًا لاحتساء فنجان قهوة أو قراءة مجلة مهمة لديكِ.. استمتعين بوقتك لتستمتعين به مع أطفالك.

قد يعجبك ايضا
تعليقات