القاهرية
العالم بين يديك

وحدك أنت

135

بقلم نهال يونس

يخطئ من يقول أن الحب زمنه قد ولى وانتهى ويخطئ من يقول أن الوفاء قد ندر وجوده وتلاشت معانيه، أبدا إن الحب موجود بكامل شروقه فهو في العين يبرز صورا مضيئة بابتهاجات الحياة وعلى شفتينا يبدو الحب متحركا بمعاني كلماته الرقيقة، فالحب في القلب ينبض كينبوع متدفق بحيوية الأحاسيس والمشاعر بأنقي وأطهر الأشياء المخلدة على طول الزمان، والوفاء؛ نعم الوفاء موجود فهو لا ينفصل عن الحب حتي لو شعرنا بانفصال القطرة عن البحر ،فالوفاء دائما يبحر في قاع من محيط الحب، وسيظل هذا الشعور أحمله لك مهما تباعدت مسافاتنا فإن من حكمة الحب أن الذين يتشوقون عاطفيا يلتقون روحانيا، وأنا دائماً ألتقي بك في الصباح أمام شروق الشمس لتكون شاهدة على سطوع هذا الحب، واحتوائنا لشعاعها يزيدنا بريقا لا ينقطع بريقه، وأمام غروب الشمس نقف لنودع غروبها متواعدين على أن نلتقي سويا مع بداية الشروق ذلك حبي معك شروق لا يضمه الغروب لأننا عندما تغترب الشمس نحتضن حبنا داخل قلوبنا ولا نفرج عنه إلا حينما تشرق الشمس، ليكون الصورة الواضحة .
انفتحت الأسارير في قلوبنا فأصبحنا نمتلك عدة قلوب، قلب لليل وقلب للنهار وقلب يحب ويعشق.
غابت الشمس عنا ونحن لا ندري أن الكون يتحرك. من أمامنا نسينا وجودنا ولم ننس حقيقتنا وتلاقت آعيننا مرارا وتكرارا واندمجت في همس ليس له مثيل مثلما تحتضن الدنيا جمال الطبيعة كل هذا ، وتمتمت شفتاك بكلمات لا يدركها إلا من يفهم لغات الحب المتعددة وانساب نظري إلي المدى البعيد إلي اتجاه غروب الشمس، ولم أر الشمس بل لم أر البحر، ولا أي شيء من الخمائل الكثيفة والتي تتكاتف دائماً وراء أسوار البحر لأنني عندما شاهدتك بعيوني واحتضنتك بقلبي وراعيتك بحناني اندمجت عواطفي مع عواطفك المشحونة وتراءى لي الكون أنه مملوء بك، وحدك أنت.

قد يعجبك ايضا
تعليقات