كتبت : نور مصطفى
أطفال الشوارع هم الأطفال المشردين ليل و نهار فى الضواحى و الأحياء و الشوارع بلا مأوى ولا ملجأ يحتمون فيه ، ومعظم هؤلاء الأطفال بلا أم و أب ؛لكن مؤخراً وعلى الأخص الجيل الثانى من المشردين فى الشوارع لديهم الآباء اللاجئين ويتخذون الشارع بيتاً لهم ، حيث مسقط رؤوسهم.
تختلف الآراء و التعريفات حيث قسم اليونيسف أطفال الشوارع إلى ثلاث فئات :
•قاطنون بالشارع : وهم أطفال ليس لديهم آباء أو علاقتهم شبه مقطوعة عن آبائهم و هم فى الشارع دائما حيث لا مكان ولا مأوى لهم غيره .
•عاملون بالشارع : وهم أطفال لديهم آباء و منازل لكن يكونوا فى الشارع بغرض العمل و كسب المال ببيع بعض المناديل أو التسول وعلى الأغلب الأهل هم من يطلقونهم لجلب المال بأى طريقة كانت .
•أسر الشوارع : وهم أبناء وُلِدوا فى الشارع و لديهم آباء أيضاً يعيشون فى الشارع و منزلهم الأماكن المهجورة و أسفل الكبارى .
ظاهرة أطفال الشوارع ليست بحديثة، فهى ظهرت منذ عهد محمد على ١٨٣١ حين أنشأ مدرسة صناعية فى رشيد لتعليم الحرف الصناعية و تعليم القراءة و الكتابة للصبيان المشردين و الاستفادة منهم ، ويُعد محمد على أول من جمّع و إهتم بهؤلاء الأطفال للقضاء على تلك الظاهرة ، ومنذ حوالى ٣٠ عام بدأ ظهورهم وانتشارهم فى مصر مرة أخرى.
نظراً لما يراه الزمن من تغيرات واختلافات طبقية فى المجتمع و تدهور الحالة الإقتصادية للمواطن بدأت ظاهرة انتشار الأطفال والسريحين فى التفشى من جديد،
ويرجع ذلك للعديد م الأسباب:
أسرية -كالطلاق و الإنفصال وعدم الإنشغال بالأطفال .
-كزيادة عدد أطفال الأسرة وعدم المقدرة على توفير احتياجات جميع أفراد الأسرة وذلك يدفع الطفل للخروج فى الشوارع و العمل ببيع المناديل فى إشارات المرور أو التسول .
-كثرة المشاكل بين الزوجين قد تكون من أسباب هروب الطفل لإستياءه من الحياة المُعاشة .
أو يرجع لسبب اجتماعى :
-وعدم الرقابة الكافية على الشباب فى سن المراهقة و على الأخص عدم متابعة الفتيات والإنشغال عنهن ، وذلك نتيجة لوقوعهن فى مشكلات وإنجاب أطفال عن طريق زنا المحارم والتخلص منهم وتركهم فى الشوارع مجهولين الهوية وذلك لعدم وجود رعاية.
-قلة الوعى و قلة الثقافة و انتشار الجهل و الفقر.
-انتشار العشوائيات و الأماكن المهجورة التى تسع الأطفال المشردين للإحتماء بها.
وهنا يرجع دور الدولة فى تقديم وتوفير كافة احتياجات المواطن :-
-نشر الوعى الأسرى فى تحديد النسل و عدد إنجاب الأطفال حسب مقدرة الزوجين على تحمل تكاليف الطفل .
-التأكد من الصحة النفسية للزوجين التى تجعلهم مسؤليين على إنجاب طفل و تربيته و نشأته بشكل سوىّ وآمن .
-توفير الملاجئ لإحتواء هؤلاء الأطفال و تعليمهم القراءة و الكتابة و اكتسابهم حِرفة مفيدة.