القاهرية
العالم بين يديك

الإنترنت أداة لتمكين المرأة

141

بقلم دكتورة سلوى سليمان

من منطلق أن مفهوم تمكين المرأة يعني أن تصبح المرأة واعية ومدركة بالطريقة التي يمكن بها أن ترسم خطوط مستقبلها، وأن تخط طريقها بنفسها دون تدخل من أحد، فهي المسؤول الأوحد عن ذلك؛ مما يكسبها ذلك ثقة بالنفس، ويلزمها بأن تكون قادرة على امتلاك الأدوات التي ستساعدها من علم ومعرفة وأخلاق، وتواصل فعال مع الآخرين مثلها مثل الرجل لا تختلف عنه شئ.

فكان من البديهي لها أن توجد حياة افتراضية، تجد فيها غايتها ولها فيها مآرب عديدة تحظى من خلالها على حقوقها التي طالما حرمت منها عقود وقرون.

ومما لا شك فيه أن الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي كان العالم البديل لتمكين المرأة خاصة في ظل ما نعيشه من واقع متغير تحكمه الظروف التي جعلته صعبا يخنق حريتها إلى الدرجة التي لم تعد قادرة على تحصيل بعض من حقوقها، وحصرها مع الرجل في دائرة التمييز.

فاستطاع الكثير منهن أن يسلكن طريقهن عبر الإنترنت من خلال إنشاء مشروعات صغيره، وخلال فترة وجيزة نجحن في إحداث فارق مادي لأنفسهن ولأسرهن، وبعضهن نجحن حرفيا في تحقيق الشهرة.

ومن هنا يبرز دور وسائل التواصل الاجتماعي في تمكين المرأة، وتعزيز اسهاماتها في مجال ريادة الأعمال، والمجالات المختلفة الأخرى ويتواكب ذلك مع مقولة للمعلّمة الأميركية والناشطة في مجال الحقوق المدنية والإنسانية “Mary McLeod Bethune” المرأة حرّة إذا عاشت وفقاً لمعاييرها الخاصة وخلقت مصيرها الخاص، حينها تكون قادرة على تفرّدها كإنسان ولا تضع حدوداً على آمالها في الغد.
أيضا يقول الكاتب الأمريكي Bart Jackson” وراء كل امرأة ناجحة…. نفسها! ”

وفي الحقيقة تفاقم أهمية تمكين المرأة فى الوقت الراهن من خلال التقنيات الجديدة كالتعلم الإلكتروني؛ مما يساعد فى إكسابها العديد من المهارات الجديدة التى تساعدها في إثبات وجودها في العالم المتقدم اليوم المتسم بالعولمة.
وكان للإنترنت دورًا ملموسا في السماح للنساء بتمكين أنفسهن من خلال استخدامهن له بطرق مختلفة خاصة بعد ظاهرة استخدام وسائل التواصل الإجتماعى مثل الفيسبوك وتويتر وإنستجرام وغيرها من المواقع التي تتيح لها فرص للبحث عن أفكار لتنفيذها، أيضا أماكن للعمل سواء من خلال المنزل أو الذهاب المباشر لموقع عملهن؛ مما ساعدهن على تمكين أنفسهن من خلال تنظيم الحملات والتعبير عن آرائهن فيما يخص المساواة بينهن وبين الرجال، دون أن يشعرن أنهن مضطهدات، وفي السنوات الأخيرة أصبح للاستخدام المتنامي للشبكة العنكبوتية في أواخر القرن العشرين دورًا في السماح للنساء بتمكين أنفسهن من خلال استخدامهن للإنترنت بطرق مختلفة، ومع ظهور الشبكة العنكبوتية العالمية بدأت النساء باستخدام ما هو متاح من مواقع التواصل الاجتماعي فعليا للتعبير عن مطالبهن،ومن خلال هذا النهج الجديد الذي اتخذته النساء أصبح بإمكانهن تمكين أنفسهن من خلال تنظيم الحملات والتعبير عن آرائهن فيما يخص التمييز؛ فعلى سبيل المثال أطلقت 100 امرأة مهتمة بقضايا المرأة حملة على الإنترنت في 29 مارس 2013 أُجبر على أساسها موقع فيسبوك والذي يعتبر أهم مواقع التواصل الاجتماعي على إغلاق صفحات عدة كانت تنشر الكراهية ضد النساء.
أخيرا .. لقد أكسب الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي المرأة قوة وإصرارا، وسعي دؤوب لتحقيق الذات والتمكين في المجتمع، ومطالبة القاصي والداني بحتمية أن تحظى بحقوق وواجبات وأن تطالب بالاستحقاق في كل شئ، محققا لها المساواة مع الرجل وإلغاء التمييز نهائيا بين ثنايا مجتمع يعترف حرفيا بوجودها ككيان مؤثر وفاعل.

 

 

قد يعجبك ايضا
تعليقات