القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

ديرمواس واحداث ثورة 19 وعيد المنيا القومي

214

د/ احمد علي

وصف المؤرخ «عبدالرحمن الرافعى» أحداث دير مواس، بأنها كانت أشد حوادث ثورة 1919 عنفا في مصر كلها، وقال إن هذه الثورة أعقبتها محاكمات كثيرة جدا وأنه لم يحدث في تاريخ الإمبراطورية البريطانية التي لم تغب عنها الشمس أن تصدى مدنيون لعسكريين كما حدث في دير مواس، وهى الأحداث التي اتخذت محافظة المنيا من تاريخها (18مارس) عيدا قوميا لها.

حينما تكون المعركة والثورة لتحرير تراب الوطن، تهون الروح ويهرول الشيوخ والشباب والنساء طلبا للشهادة، وفداءً لمصر، عاشت مصر سنوات طويلة تحت وطأة الاحتلال الانجليزى، والذى كان ينهب ثروات البلاد ويقيم المشانق فى دنشواى، غليان دماء الشعب المصرى الطيب الاصيل، كانت تثور داخليا، فى انتظار قائد وملهم  يفجر براكين الغضب، ويشحذ الهمم، ويقود ثورة التحرير، ضد الاحتلال الغاصب للبلاد، حتى جاء الزعيم  سعد باشا زغلول، ليطلق شرارة الثورة الأولى، مطالبا الإنجليز بالجلاء عن مصر، لتشتعل ثورة الشعب المصري، حينما طلب الإنجليز تفويضا من المصريين لسعد زغلول لعرض مطالب الاستقلال.

 

قاد أحداث الثورة الدكتور خليل أبو زيد، الذى عاد إلى مصر بعد حصوله على درجة الدكتوراه من جامعة لندن، قبل قيام ثورة 1919 بما يقرب من أربعين يوما، وكانت مصر مستعمرة بريطانية وقتها، وكانت بريطانيا تستولى على كل شىء حتى «الحمير والجمال» لصالح ما يسمى بالمجهود الحربى، فلما عاد خليل ورأى ذلك، بدأ يجتمع بالشباب ويشغلهم بالقضية الوطنية وبالحرية، ويقوم بتوعيتهم بعواقب الاستعمار، وكان يجتمع مع كل الأسر والعائلات، لأن «ديرمواس»، فى ذلك الوقت كانت قرية متداخلة وترتبط عائلاتها بصلات نسب ومصاهرة مع بعضها، والاجتماعات كانت تتم فى قصر «أبوزيد»،

لافتا إلى انه تم الاتفاق بقيادة خليل على أن يعبر الاهالى عن رفضهم الاحتلال، من خلال مسيرة تنتقل إلى محطة القطار، وكان مخططا، أن يقوم الدكتور خليل بإلقاء خطبة بالإنجليزية، والتى  كان يجيدها بطلاقة، ومعه آخرون يلقونها بالعربية، وحينما انتقلت هذه المظاهرة  فى 18 مارس 1919 إلى محطة السكة الحديد، جاءت معلومات عن طريق عناصر وطنية فى البوليس وفى السكة الحديد أن المستر «بوب»، مفتش السجون الانجليزى  سيحضر  فى هذا القطار.

حيث تم وضع الخطة لإيقاف القطار بالقوة، على أساس أن يلقى «خليل» كلمة يرفض فيها الاحتلال ومعه أهالى ديرمواس،  كجزء من منظومة المقاومة على مستوى مصر، لكن الموقف تطور وتحول إلى حادث عنيف لأن الإنجليز بادروا بإطلاق الرصاص على الثوار، وبالتالى تصاعد الموقف وتم الهجوم على القطار، وتم قتل كل من فيه من الإنجليز، وكان من الطبيعى أن يتفطن ويتوقع الثوار رد الفعل من قوات الاحتلال البريطانى على ما حدث.

احداث الثورة بجميع مراكز المنيا

ديرمواس وبداية الثورة
وبدات شرارة الثورة بالمنيا من مركز ديرمواس الباسل حيث توجه أهالى ديرمواس الشرفاء صبيحة يوم 19 مارس 1919 م الى خط السك الحديد يقودهم البطل الذى لم يذكر التاريخ اسمه وهو البطل خليل أبوزيد وقاموا بقطع خط السكة الحديد أمام قطار الجيش الانجليزى والذى كان من بين ركابة القائمقام (بوب) مفتش السجون الانجليزة وقام الثوار بالهجوم على القطار وقتل جميع الجنود الانجليز بداخلة بما يمثل ضربة قاسمة للجيش الانجليزى ونتيجة ذلك تم اعدام عدد 34 من الثوار من بينهم البطل الدكتور خليل أبوزيد قائد الثورة وتم حبس 20 اخرين وتوقيع غرامات مشددة عليهم.

ملوى ومشاركتها الفعالة فى الثورة
وفى مركز ملوى تجمع الاهالى بسرية وقطعو خط السكة الحديد على قطار الانجليز العائد من ديرمواس وعلى متنه جثث الجنود الانجليز والذين قتلوا فى ديرمواس وقاموا بسحب جثة القائمقام بوب مفتش السجون الانجليزية وطافوا بجثتة انحاء المدينة تعبيرا منهم عن انضمامهم للثورة بالمنيا وأستمرار المقاومة وانتقلت شرارة الثورة الى باقى المراكز
أبوقرقاص وانتقال شرارة الثورة اليها

ففى مركز أبوقرقاص ثار الاهالى على الانجليز بقيادة البطل أحمد محمد أنيس ناظر المدرسة الابتدائية فقام الانجليز بالقبض على الثوار وتعذيبهم وتغريمهم مبالغ طائلة وسجن البعض منهم

مدينة المنيا واعتصام الاهالى بميدان بالاس
وفى مدينة المنيا تجمع الاهالى فى ميدان بالاس بقيادة الشيخ محمود عبدالرازق وعقدوا مؤتمرا جماهيريا حاشدا واعتصاما ضد الاحتلال الانجليزى فقام الجيش الانجليزى بعملية أنزال بحرى من سفنة الراسية على النيل أمام مدينة المنيا وقاموا بمهاجمة الثوار والمحتشدين وتم القبض على معظم قيادات الثوار والزج بهم فى السجون بناءا على محاكمات صورية وزائفة

مطاى وقيام الثوار بقطع السكك الحديدية
وفى مركزمطاى قام الثوار وحذوا حذو اخوانهم الثوار فى ديرمواس وتوجهوا الى خط السكة الحديد وقامو بقطع الخط عن القطارات الخاصة بالجيش الانجليزى لمنع وصول الجيش الانجليزى الى الى المدن الثائرة وتم قطع خطوط السكك الحديدية أمام جميع قرى مطاى ومدينة مطاى رغم الانذارات المتعددة من الجيش الانجليزى بأحراق قرى ومدينة مطاى اذا تم قطع السكة الحديد وهو مالم يلتفت اليه الثوار وقاموا بتدمير خط السكة الحديد كما قام بعض الثوار فى مطاى بتوزيع المنشوارات على المواطنين للمشاركة فى الثورة والتمرد على الاحتلال الانجليزى

بنى مزار وقيام الثوار بمهاجمة بواخر الجيش الانجليزى
وفى بنى مزار توجه الثوار والاهالى الى النيل فى مسيرات حاشدة وقاموا بمهاجمة باخرتين للجيش الانجليزى كان بهم جنود انجليز قادمين من القاهرة لأخماد الثورة فى المنيا فاوقعوا بها اصابات متعددة وذكر التاريخ ان مأمور المركز وهو شخصية وطنية رفض التعرض للثوار وترك الفرصة لهم فى القيام بمهاجمة الانجليز

مغاغة واعتصام الاهالى بالمدينة ضد الانجليز
وفى مغاغة قام المواطنين الشرفاء بالثورة على الانجليز بالمدينة وأعتصموا بها وكانت قيادة الثورة للقاضى الشرعى لمركز بنى مزار كما شارك فى الثورة مواطنين أجانب أعتراضا على تصرفاته الوحشية ضد مواطنى المنيا ورفضة الجلاء عن مصر ومنحها حق تقرير المصير

 

 

قد يعجبك ايضا
تعليقات