كتب_فرج العادلي
لا شك أن الغش اليسير يأتي بزيادة قليلة على المال الذي تستحقه السلعة المعروضة، وهذا المال الزائد بسبب الغش يدخل في طعامك، وشرابك، وملبسك لا محالة.
فإذا كان هذا الغش اليسير _مثلًا_ يساوي ثمن لقمة واحدة تدخل جوفك، فستكون _هذه اللقمة_ سببًا في عدم قبول العمل منك لمدة أربعين يومًا!
قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_﴿… يا سعدُ، أَطِبْ مَطْعَمَكَ تَكُنْ مُستَجابَ الدَّعوةِ، والَّذي نفْسُ مُحمَّدٍ بيدِهِ، إنَّ العبدَ لَيَقذِفُ اللُّقمةَ الحرامَ في جَوفِهِ ما يُتقبَّلُ منه عملٌ أربعينَ يومًا…﴾
ولا شك أن هذه اللقمة ستتحول إلى دم، والدم بطبيعة الحال يتحول إلى لحم، وفي هذا يقول الرسول الله _صلى الله عليه وسلم_: وأيُّما عبدٍ نَبَتَ لحمُهُ مِن سُحْتٍ، فالنَّارُ أَوْلى به﴾
ولو اشترى ثوبًا فيه درهمٌ حرام ؟
فيقول نبينا _صلى الله عليه وسلم_: ﴿من اشترى ثوبًا بعشرة_دراهم_ في ثمنه درهم حرام لم يقبل الله له صلاة ما دام عليه﴾
فبالغش اليسير المتعمد لن تنفع صلاة، أو صيام، أو حج، أو غيره على قول بعض أهل العلم
فكيف بالغش الكثير _عياذًا بالله تعالى_
ومع إن الحديثين فيهما نظر لكن يؤخذ بهما لتوافقهما مع أصول الشريعة، ومقاصدها، وقواعدها الكلية، فالضعيف من قسم حديث النبي _صلى الله عليه وسلم_، وهو يعمل به في أبوابٍ واسعةٍ لا سيما الرقائق، والوعظ، والفضائل، والورع… كما بينت جماهير أهل العلم على مدى قرون متطاولة، خلافًا لبعض المتأخرين…
أخيرًا: ألا ينبغي علينا أن نتجنب الغش، وأكل الحرام، وإطعامه الأهل والولد قل أو كثر؟
إن دين الإسلام ينهى عن الغش قليله وكثيره، ويأمر بالأمانة، والإتقان في البيع والشراء، بل وجميع الأعمال…