بقلم دكتورة سلوى سليمان
نحتفل كل عام في الثامن من مارس باليوم العالمي للمرأة، وكان هذا العام بمسمى جديد “أيقونة المرأة المصرية“، لإبراز الدور البارز والمؤثر والمهم للمرأة في الحياة وتجليل وتتويج هذا الدور، وايضا لكافة حقوقها التي لا تقل مطلقا عن دور الرجل.
فالمرأة هي نصف المجتمع التي تحقق التوازن له في كافة المناحي، والتي أثبتت على مر العصور فعليا مدى مساهمتها في ريادة الأعمال، وكافة المجالات الأخرى .. فحققت نجاحا غير مسبوق.. وأظهرت تميزا عن الرجل في الكثير من المحافل، أنهن حقا قادات على تحقيق الذات والحصول على حقوقهن، وقد اثبتن فعليا هذا الاستحقاق.
فالمراة حقا جزء مهم في كافة المجتمعات، وليس جزء مهمش، ولأنها عانت في فترات كثيرة من التمييز والعنف والاقلال من دورها؛ إلا أن تكريم الدولة هذا العام لنخبة من نماذج مشرفة وملهمة من عظيمات مصر؛ يعد تأكيد أنهن الركيزة الأساسية لأمتنا، وأن تطوير أي مجتمع ورقية يرتبط ارتباطا وثيقا بدرجة وعي نسائه وثقافتهن، وهو ما تحقق بالفعل، فقد أصبحت حقوق المرأة في ظل جهود الدولة المصرية وجهود نساء مصر في العلم والعمل ودورهن في رعاية وتنشئة الأسرة وتربية الأبناء واقعا حقيقيًا ملموسا..
ونحن نعول على دور المرأة المهم في تصحيح المفاهيم المغلوطة داخل إطار أسرتها كي ننطلق إلى حل الكثير من المشاكل و الأزمات، فهذا حقا تفعيل وتفخيم لوجودها في مجتمع عانى كثيرا من التمييز بينها وبين الرجل، مما أسفر ذلك عن تلقيها العنف من جانبه، بل وظلت الجانب المسلوب الإرادة العاجز عن الحصول على حقوقه لعهود كثيرة؛ فانطلقت الأصوات وتعالت بغية تحريرها من قيود العبودية والمعاملة الجارحة، على أنها مجرد وعاء للانجاب، فلا دور لها سوى رعاية أسرتها وتقديم أفراد أسوياء يخدمون المجتمع..
ولكن بيد أنها ظلت تكابد وتكافح حتى خرجت من بوتقة التهميش إلى أفاق تزهو بفرص عديدة، ساهمت في تعزيز وجودها في كافة المجالات، ورسخت كيانها في المجتمع.. فلن يستطيع أحد أن يسلب حقوقهن مرة أخرى، فأنتن ذات دور ووجود وقدرات فائقة، كل عام وانتن عظيمات قادرات مساهمات في تقدم ورقي المجتمعات.