القاهرية
العالم بين يديك

عداء روسيا لأوكرانيا يمتد من العقود الماضية

126

بقلم نورهان سمير

روسيا تبلغ من المساحة 17 مليون كم مربع و اوكرانيا تبلغ مساحتها 603 الف كم مربع ، و على الرغم من ذلك هي نواة روسيا .

كانت البداية من قبائل” السلاف “، الذين استوطنوا اوكرانيا في القرن 9 م ، و لم يوجد في اوكرانيا في ذلك الوقت غير العاصمه كييف ، حتى جاءوا التتار بقيادة” باتوخان “عام 1240 م و قاتلوا جميع قبائل السلاف ، لكن هرب البعض منهم إلى روسيا و كانت تسمى عاصمتها “ماسكوفي” التي هي العاصمة” موسكو “في الوقت الحالي .

روسيا على مر التاريخ لم يستطع أي غزو احتلالها من بعض الجهات:
حيث أن معظم سكان روسيا يتركزون بالعاصمة موسكو ، و روسيا هي دولة أوروبية و آسيوية، حيث بها جبال الأورال التي تفصل بين هاتين القارتين ، لذلك لم يستطع أي غزو أن يدخلها من الجهة الشرقية لكبر مساحتها و شدة برودتها و ايضا من الجهة الغربية ، لوجود العديد من الدول الأوروبية الملاصقة و المجاورة لها ، فمن الصعب المرور و محاربة هذه الدول من أجل الوصول إلى روسيا ، حيث قامت بولندا عام 1605 و فشلت و ايضا السويد عام 1708 و فرنسا بقيادة نابليون بونابرت عام 1812 و المانيا بعد قيام الحرب العالمية الثانية، و لكن جميعهم فشلوا .

روسيا أصبحت قوى عظمى تسمى” بالاتحاد السوفيتي “:
بعد الحرب العالمية الأولى قامت روسيا بتوحيد أجزائها و الدول الأوروبية بالغصب و الاحتلال أو بالاتفاق حتى تحولت إلى قوى عظمى تسمى”بالاتحاد السوفيتي” عام 1922م التي يضم 15 دولة .

انشاء “حلف الناتو “و انهيار “الاتحاد السوفيتي” بعد الحرب العالمية الثانية :
قامت امريكا بتأسيس حلف معادي للاتحاد السوفيتي و هو حلف الناتو عام 1949م ، وهي تضم أيضا عدة دول أوروبية تضم30 دولة ، تعمل باتفاقية بأن من يقوم بالاعتداء على دولة منهم تقوم باقي الدول بحمايتها ، و لكن انهار الاتحاد السوفيتي و تفكك بعد دخوله حرب أفغانستان و اصبحت روسيا هي الوريث الشرعي لها ، و قامت بإنشاء ” حلف وارسو ” ، و تفكك رسميا بخطاب من “ميخائيل جورباتشوف ” ، أدى إلى انضمام الدول المفككة من وراسو بالانضمام إلى الناتو و على رأسهم اوكرانيا .

قبل تفكك الاتحاد السوفيتي عرف السلاح النووي:
حيث كانت اوكرانيا هي المركز النووي للاتحاد السوفيتي ، و كانت الترسانة النووية للاتحاد في أوكرانيا ، فعندما استقلت كل دوله كان لها الحق في إدارة الثروات الموجوده في بلادها ، لذلك أصبح النووي ملك اوكرانيا قانونيا .

امريكا لم تريد امتلاك اوكرانيا لسلاح نووي :
حيث قامت بإقناع أوكرانيا بأنها لم تستطع حمل عبء هذه المفعلات و تكلفتها و صيانتها التي تبلغ 5000 مفعل نووي بما يعادل 1/3 النووي في العالم ، فإن امريكا لم تريد ظهور دولة مالكة للنووي لذلك بعد إقتناع اوكرانيا بناءا على إتفاقية قدمتها امريكا و بريطانيا و بعض الدول الاوروبيه حماية لأوكرانيا بما تعرف ب “مذكرة بودابست”، التي تنص على : استقلال اوكرانيا و سيادتها و سلامة أراضيها و حمايتها من الي تأثير خارجي و عدم الضغط عليها اقتصاديا و منع استخدام السلاح النووي ضدها .

ليس بما قدمته امريكا لأوكرانيا السبب الوحيد لموافقتها :
حيث أن من ناحية أخرى روسيا هي المتحكمة في أوكرانيا شعبا و حكومتا و رئيسا ، حيث من حكم أوكرانيا وقت استقلالها عام 1991 حتى 2014 كانت روسيا المتحكمة في جميع روؤساء اوكرانيا مثل حاكم قبائل الشيشان و فيكتور ياكونوفيتش اخر حكام اوكرانيا التي قامت ضد ثوره عام 2013 م .

اوكرانيا هي نواة روسيا في تصدير الغاز الطبيعي و المنفذ البحري الوحيد لها :

حيث روسيا تبيع الغاز التي تملكه عن طريق خط غاز “نورد ستريم” التي تمتد من روسيا إلى أوكرانيا إلى دول أوروبا ، فإذا اوكرانيا لم تتبع روسيا فسيصبح خط الغاز في خطر ، كما أن جزيرة القرم هي المنفذ البحري الوحيد لها و بالتحديد ميناء ” سيبا ستوبول ” ، التي تستطيع من خلالها إطلاق سفنها الحربية ، حيث جميع المنافذ البحريه لروسيا متجمدة .

توليت “بتروبورشينكو ” التي كان رئيسا لأوكرانيا من الأسباب الرئيسة لغضب روسيا على أوكرانيا :
حيث منذ ذلك الوقت شعرت روسيا أن اوكرانيا تنسحب بالتدريج من اتباعها ، فقامت روسيا بدخول جزيرة القرم و احتلتها احتياطيا عام 2014 .

روسيا قامت بإشعال النيران في أوكرانيا بعد تولي فولوديميز زيلنسكي رئيسا لأوكرانيا عام 2019 :
فولوديميز زيلينسكي الممثل الكوميدي الأوكراني التي قام بتمثيل فيلم خادم الشعب الذي كان فيه مدرس أصبح رئيس جمهوري ، و بالفعل تم ذلك في الواقع بعد ترشحه لانتخابات الرئاسة و فوزه عام 2019 ، بعد ذلك رأت روسيا أن ميول أوكرانيا إلى أن تكون عضوا في حلف الناتو ، فقامت روسيا بإشعال النيران في إقليم يقع ع الحدود الاوكرانيه الروسيه .

هجوم روسيا على أوكرانيا قانونيا :
حيث قامت روسيا من أجل دخول اوكرانيا قانونيا أن تعلن أمام مجلس الأمن ، أن الاقليميين اللتان يقعوا على الحدود الاوكرانيه الروسيه اقاليم مستقلة عن اوكرانيا و ملك روسيا ، و مضت مع روسيا اتفاقية دفاع مشترك ، حيث من يقوم بالاعتداء على هذه الأقاليم تقوم روسيا بمحاربته.

جميع دول مذكرة بودابست تخلت عن اوكرانيا :
حيث أصبحت امريكا لديها وفرة من الغاز و تقوم بتصديره إلى دول حلفاء اوروبا ، وأن العقوبات التي فرضتها على روسيا لم تمنعها من الاعتداء على اوكرانيا و امريكا تعلم ذلك ، و ايضا قامت بريطانيا بفرض عقوبات اقتصادية على حساب بوتين ووزير الخارجية المتواجد في بريطانيا و لكن لم تكن هذه العقوبات اي تأثير عليهم و بريطانيا تعلم ذلك ، و فرنسا اكتفت بإضاءة علم اوكرانيا على برج إيفيل ، و المانيا قامت بإرسال خوذات إلى أوكرانيا للحماية من الغارات الروسية ، حيث أن 50 من الغاز الطبيعي لألمانيا مستورد من روسيا ، لذلك لم تتخذ المانيا موقف عدائي من روسيا .

قد يعجبك ايضا
تعليقات