الحركة بركة مش هزار
بقلم د. محمد صلاح
نواجه اليوم العديد من المشكلات الصحية والنفسية وقد تتعلق هذه المشكلات بالتطور التكنولوجي الكبير الذي نعيش فيه فأجدادنا زمان لما قالوا إن الحركة بركة كانوا يتحدثون عن العلم الحديث فجملة الحركة بركة تحمل الكثير مما اكتشفه العلم الحديث في تعلم الأطفال ونموهم الصحيح فالحركة من العوامل المهمة لتنشيط الدماغ فالألعاب والأرجوحة والقفز والمشي مهمة جدا في تنميه الأذن الداخلية وهو أول جهاز ينمو لدي الطفل كما أنها مهمة لنمو المخيخ المسئول عن التوازن ويرى العلماء أن الحركة تطلق عاملBDNF وهو مادة مغذية للدماغ تعزز التفكير و تقلل التوتر ولذلك ينصح بإجراء تمارين منتظمة على مدار الأسبوع بمعدل ثلاث مرات اسبوعيا لمدة 20 دقيقة في كل مرة و يلاحظ أن الأطفال اليوم محرومين من الزحف ومن الحركة فلم يعودوا ينطلقون في الشوارع والمزارع والأحياء ولم يعودوا يستخدمون المراجيح والألعاب بدعوى خطورتها وبقوا في منازلهم لدواعي أمنية يجلسون ساعات طويلة دون حركة وعندما يتواجدون في الفصل تواجههم رغبة المعلم في ضبط الصف فضبط الفصل لا يعني قطع أنفاس التلاميذ أو شل حركتهم ومحاسبتهم على البسمة والهمسة بل يعني المحافظة على حد معقول من النظام دون إفراط أو تفريط .
فالحركة تساعد الطفل على التعلم فترتبط الحركة بإثارة كيماويات تولد إحساس بالسعادة والسرور وقلة الحركة تولد الإحباط لذلك يستغل المنهج الحديث الحركة ويوظفها في التعلم حيث تشير الدراسات ان من يمارسون نشاطا رياضيا يتحسن ادائهم الاكاديمي بنسبة 13% كما تشير الدراسات إلى علاقات إيجابية بين انخفاض الحركة والعنف حيث يزيد العنف في الأطفال المحرومون من الحركة .
إن استغلال الحركة في التعلم يتطلب صفوفا ذات حجم كبير و أنظمة تسمح بالحركة والمشي وتغيير المقاعد وأنشطة تعليمية تتطلب حركة حتى نمط أسئلة المعلمين يحتاج إلى تطوير في نفس الاتجاه ويتطلب الأمر الخروج إلى ملاعب وحدائق المدرسة ويكون التعلم من خلال الطبيعة حيث يساعد هذا النوع من التعلم على زيادة عملية الشهيق والزفير مما يزيد نسبة تدقق الأكسجين للمخ كما يزيد من قدرة الجسم على إنتاج البروتين العصبي مما يزيد من نمو الخلايا والروابط العصبية .
فضلا على أن منح درجة من حرية الحركة يمنح المخ الراحة والطمأنينة ويحقق المتعة أثناء التعلم ويعزز العلاقات الإيجابية بين الأطفال وذلك ليس بين الأطفال الذين يملكون قدرة على الذكاء الحركي ولديهم قدرة أكبر على استخدام أجسامهم ويديهم في التعبير الحركي فقط بل بين جميع الأطفال مما يبرز الذكاء الحركي ويعزز قدرتهم على التعلم .
