سهام سمير
بين فرحة ان تنهي كتابًا وتبدأ فيما يليه وبين احساس الافتقاد حين تودع الكتاب تتأرجح مشاعري..للكتب رائحة مميزة يعرفها من يعشق القراءة، تلك الرائحة التي لا تفارقك وتظل ذكري ترتبط بالكتاب وصاحبه.. حين بدأت قراءة بائع الفستق، قلت اني ساحصل على اجابة اول سؤال يخطر ببال القاريء- فى نهاية الرواية:
ماسبب تسمية الكتاب؟ وماعلاقة العنوان بالموضوع؟
لكن دكتورة ريم كعادتها في كتاباتها لا تتركك للحيرة كثيرًا ولا تلعب على مشاعرك وافكارك حتى تصل الي كنه الحكاية بل تلقمك اياها قطعة قطعة وانت تذكر انك كنت مكتفي ولا تشعر بالجوع، لكنك وانت تلتهم وجبتها الدسمة كأنه أخر زادك او كأنك صائم منذ دهور..
الفستق مثله مثل الجواهر، نادر، باهظ الثمن، ويصلح لمادة اغواء رائعة.. حتى ان الكاتبة شبهت حباته المطلة من قشرتها على استحياء وفضول وصفًا دقيقًا..
الرواية تحمل في طياتها الرومانسية القضايا العربية العالمية..
صراع الحضارات والنظم السياسية المختلفة..
العرب المهووسون بالسياسة الممنوعون من ممارستها..
التناقض الذى يحيا فيه حتي المناضلين واصحاب المباديء..
البطل اقطاعي رأسمالي يقع فى حب شيوعية متمردة وثائرة ..
يعيش في لندن ويرتاح في مصر ويهاجر لامريكا..
يتنقل بين البلدان والنساء والنظم السياسية والالعاب الالكترونية..
يضارب فى البورصة ويكسب ويخسر ويعود لنقطة الصفر..
يقابل في بداية الرحلة وفاء، التي تنتظره حتي يتم رحلته عبر القارات موقنة بعودته لم تفقد الامل ..
وفاء مدرسة التاريخ وخريجة الاثار ..
ماعلاقة الاثار بالتاريخ ياوفاء؟
علاقة وثيقة نحن نتتمى للتاريخ بحضارتنا بتراثنا ..
تلك التركيبة الغريبة التي تجمع الشامي بالمغربي..
الرواية عبارة عن تشريح للمجتمعات الشرقية والغربية تشريحًا دقيقا من خلال عاداتهم واكلاتهم واثاثهم ونظمهم الاقتصادية والسياسية..غُزلت برقة من خلال قصة الحب التي للغرابة يتقاسمها ثلاث اطراف الثابت فيهم هو اشرف داوود والطرفان اللذان يشدانه بقوة في اتجاهين معاكسين وفاء- لبنى..
النهاية متسقة مع احداث الرواية ومع الشخصيات التي كانت مرسومة بدقة..
رواية مكتوبة بحب ودهشة وتفاصيل ممتعة.