رانيا ضيف
قصة من الأدب التشيكي ” وظيفة شاغرة”
في إحدى الغابات أعُلِن عن وظيفة شاغرة لوظيفة أرنب.
لم يتقدم أحد للوظيفة غير دب عاطل عن العمل، و تم قبوله وصدر له أمر بتعيينه.
وبعد مدة لاحظ الدب أنّ في الغابة أرنبًا معيّناً بدرجة وظيفية هي (دب) ويحصل على راتب ومخصصات وعلاوة دب، أما هو فكل ما يحصل عليه مخصصات أرنب!
تقدم الدب بشكوى إلى مدير الإدارة وحُوِّلت الشكوى إلى الإدارة العامة، وتشكلت لجنة من الفهود للنظر في الشكوى، وتمّ استدعاء الدب والأرنب للنظر في القضية.
طلبت اللجنة من الأرنب أن يقدم أوراقه ووثائقه الثبوتية، إلا أن جميع الوثائق تؤكد أنّ الأرنب دب.
ثمّ طلبت اللجنة من الدب أن يقدم أوراقه ووثائقه الثبوتية، فكانت كل الوثائق تؤكد أنّ الدب أرنب!
فجاء قرار اللجنة بعدم إحداث أي تغيير، لأن الأرنب دب والدب أرنب بكل المقاييس والدلائل.
لم يستأنف الدب قرار اللجنة ولم يعترض عليه، وعندما سألوه عن سبب موافقته على القرار أجاب: كيف أعترض على قرار لجنة “الفهود” والتي هي أصلاً مجموعة من “الحمير” وكل أوراقهم تقول أنهم فهود.
القصة بها إسقاطات قوية على واقع مجتمعي تجافيه العدالة والمصداقية ويسوده الفساد الإداري والذي يغير الحقائق الواضحة بقرارات هزلية وأي محاولة لمقاومة ذلك بلا جدوى ولا فائدة .
الجدير بالذكر أنه عاد عصر النهضة والتنوير إلى الظهور في الأدب التشيكي في نهاية القرن الثامن عشر ومطلع القرن التاسع عشر، مترافقاً مع نهوض بالثقافة الوطنية وبدء حركة الإحياء الاتباعية (الكلاسيكية)، بالتوجه نحو التاريخ الوطني وتصوير بطولات الماضي. وكان من أهم ممثلي هذه النهضة اللغوي البارز جوزيف دوبروفسكي J.Dobrovsky. الذي قاد النضال من أجل إحياء اللغة التشيكية في الأدب والفكر. واستقرت معالم أدب وطني شعراً ونثراً في مؤلفات أدباء وشعراء من أهمهم تام F.Tam و بوخماير A.Buchmayer وغنيفكوفسكي Ch.Gnivkovsky و يونغمان J.Jungmann وشافاريك B.Chavarek وبالاتسكي F.Balatsky وغانكا F.Ganka وليندا J.Linda، وكولار J.Kollلr وتشيلاكوفسكي F.Celakovsky. ظهرت الإبداعية (الرومانسية) في الأدب التشيكي في ثلاثينات القرن التاسع عشر بقصائد تمجد الحرية وتدعو إلى العصيان، مع نزعة غنائية ذاتية وتأملات فلسفية في قضايا الفرد والذات والإرادة والمجتمع وتشابك العلاقات الإنسانية عموماً. وكان من أهم ممثلي هذا التيار الإبداعي ماخا G.Macha.