القاهرية
العالم بين يديك

مملكة الحمير

287

بقلم السيد عيد
خرجت كعادتي كل صباح لأذهب إلى  الحقل وإذا بي أسمع نهيق حماري الذى فاقَ أقرانهُ نباهةً وحكمةْ يملأ المكان وجدته يتمرغ على الأرض فقلت له : ماذا دهاك يا حماري العزيز ؟

رمقني بنظرة مستفزة ولم يعرني انتباها، حماري يا أجمل الحمير ماذا بك؟

فقال لي:  أصبحت أخاف على مستقبلي وسمعتي فليس عند الحمير حسد، أحمل مشاكل وحمول الدنيا ورغم ذلك الكل معجب بالأسد ويخاف منه .
والكل منبهر بالبقرة الضاحكة ويأخذ معها صورا للذكرى، ويتهمونها بالجنون، يشاهدون دموع التماسيح ويصنعون من جلوده الأحذية .
ألستم بني البشر ذئابا مسعورة تحتال من أجل اصطياد فريستها تفعلون ما تأنف أن تفعله الحيوانات، أليس بكم من المكر ما يفوق الثعالب ؟! فأنتم لا تحرككم إلا غرائزكم، تؤيدون دون سبب وتعترضون دون سبب تظهرون خلال نشرات الأخبار والبرامج للإشادة بالمشاريع والتغزل بأصحابها، طعامنا الأعلافُ والشعيرُ ونحن قانعون حامدون وأكاد أفقد حموريتي وأنا أجدكم تصرون على أنه لا جوع بالعالم ما دام الكـلام يشـبـعكم،
يرزقكم الله ولا تحمدونه.
أحدثـك عـن السيـاسة وأفحمـك بتـواريخها، وربـما يجـرك إسـهاب حديـثـي ومغناطسيته إلى تحرير القدس
لأجد أقصى ردة لأفعالكم تدينون وتشجبون.

حماري يا أجمل الحمير
أن تظل ملكا عظيما فى مملكة الحمير خير لك أن تبقى أبد الدهر حمارا فى مملكة الفاهميين .

قد يعجبك ايضا
تعليقات