بقلم _ نهال يونس
الصديق هو السند ،العطاء بدون مقابل ،رفيق الدرب ،صديق العمر في هذه الحياة،مصدر العزة ،والفخر ،الذي لا ينظر لنفسه ،بل يفعل كل ما بوسعه لإسعاد صديقه،كاتم الأسرار،فأجد ذاتي ،وأجد نفسي عندما أبدا بالكتابة عن هذا السند ،ولكن لا أوفي ،ربما يجد أحدنا في شخصا عادي السند والظهر عند الشدائد حيث تظهر في المواقف الصعبة ،وفي اللحظات الحرجة بالتحديد ،مما يجعلنا نعيد النظر في هذا الشخص ،وإعطاؤه حقه من الود ،والإحترام،فالأصدقاء الحقيقيون هم من تجدهم سندا عند الحاجة يقدمون الغالي لكي تعود الإبتسامة لوجهك،هؤلاء فقط من يصنعوا معنى للحياة،ولا يحلو العمر إلا بهم ،فمن أروع الأشياء التي تحدث معك ،أن تهديك الحياة شخص يكون بمثابة الأخ لك تجده اقرب الناس إلى روحك ،وعند الشدائد يكون أول المساندين لك ،ولا يتردد أن يفديك بأغلى ما يملك حتى يخفف عنك مصابك ،فقد تخوننا الكلمات كثيرا ،وكثيرا ما تعجز العبارات عن وصف ما نشعر به تجاه هذا الشخص ،الذي جعله الله سندا لنا نميل عليه كلما زاد الحمل علينا ، فيكون عونا وأخا قويا ،وشهما لا يتردد في مساعدتنا .
المواقف كفيلة أن تظهر معادن الناس من حولك فينكشفون أمامك ،وتظهر حقائقهم ،تجد عندما تتأمل بعض الأشخاص أنهم أخوة لم تلدهم أمك لما فيهم من محبة كبيرة ،وحرص على شئونك ،فالصديق الحقيقي هو من يحمل همك ،ويفعل المستحيل لكي يراك دائما بخير ،فهو السند القوي في الأزمات ،ولن يخذلك أبدا ،هكذا تقاس الأمور بالمواقف ،وليس بعدد السنين ،فهناك أشخاص نعرفهم من فترة طويلة ،ولكن سرعان ما تكشفهم المواقف الجادة ،وهناك أشخاص لم يمضي علي معرفتنا بهم إلا القليل من الوقت ،وأثبتوا أنهم السند الكبير لنا عند الحاجة فكما قال الشاعر…
ألا إنما الإخوان عند الحقائق
ولا خير في ود الصديق المماذق
لعمرك ما شئ من العيش كله
وكل صديق ليس في الله وده
فإني به في وده غير واثق
أحب أخا في الله ما صرح دينه
وأفرشه ما يشتهي من خلائق
فأجمل الصدف التي جمعتني بك يا صديقي الصدوق ،فأنا وجدت فيك الأخ الصالح ،والصديق الناصح ،ورفيق الدرب الذي لا تبدله الأيام