القاهرية
العالم بين يديك

فشل مارد

369

بقلم السيد عيد

غابت الشمس وأسدل الظلام ستائره على آخر نافذة يبزغ منها ضوء النهار..
وسرت أشد الخُطى والطريق أمامى طويل تعب الطريق وما مللت الخُطى وبينما ألتقط أنفاسى، سقط بجانب قدمي
مصباح قديم يطلق العنان لعفريت الذكاء القابع في أعماقي للخروج من مخبئه، ليحول الخُطى والطريق الطويل إلى رحلة بحث شيقة من أجل كشف الغموض.

لم يكن خروج ذلك المارد هيناً كابدت وصابرت حتى رأيته يلقي بالأمل في زاوية قصيَّة.. التحف الظلام وتشبث بسوداوية البؤس.. ثم شرع في لوم حظه.. والسخط على قدره .. هو قد رتب موعدًا للحزن قبل أن يأتي.. فلازمه فأل المصائب والألم.. ثم بعد أن ضاقت نظرته لما هو آتٍ بدأ يشكو ما آل إليه حاله، متناسيًا جملته الشهيرة “شبيكِ لبيكِ” ومرنّماً “أنا بين يديكِ” ظهر مارد حزين بائس، أخبرته أنه كالكنز المخبأ، ماذا لو أهديتني رأيك كما هو مهما كان، اسقني الحقيقة ولا تنمق لي الكلام بسحره المعهود

قلت له: كم تستطيع أن تحقق لي
من الأمنيات يا من تزعم أنك مارد جني ؟”

فقال لي: أستطيع أن أحقق لك ثلاثة من الأمنيات.

أغرقني بالمال بلا حدود أذهلني هذا الجني عندما حقق أول أمنية وأغرقني  بالدولارات واليورو والذهب والماس والزمرد، والياقوت
فطابت نفسي للأكل بعدما شهدت بعيني ما حققه. وأخذت أطلب منه ما لذ وطاب من أصناف المأكولات.. بيتزا إيطالية،كبسة سعودية وتبولة لبنانية وكل الأطعمة المصرية،
أما أمنيتي الثالثة سعادة خلق الله وشفائهم من الأمراض وتحقيق أمانيهم كالزواج والوظيفة والسكن والعلاج.

فقال لي: أتمنى منك بعد أن أسكن فانوسي أن تلقيه فى البحر، فما أفظع أن أفشل وأنا المارد العملاق، أهزم أمام إنسان لا يملك إلا الأمنيات من مارد حبيس فانوس وليتك تركتني  في محبسي أعيش، أخرجتني وعيشتني فى عالمك حبيسًا.

دعني أنصحك نصيحة عوضا عن تحقيق أمنيتك الثالثة ” لا تيأس من حلمك مهما بلغت صعوبة الطريق . المثابرة والإجتهاد هما أكثر ما يمكن أن يوصلك لتحقيق الأمنيات وليس عفريت مثلي .”

قد يعجبك ايضا
تعليقات