القاهرية
العالم بين يديك

قلوب تحت التراب

223

بقلم / حنان محمد

يقع خبر موت شخص تحبه على مسامعك كالصاعقة، لحظة من الصمت…عقلك يخبرك أن ما سمعته غير صحيح، تُكذب أذنيك، تخبرهم أن يعيدون ما قالوه؛ فيعيدون الخبر عليك وتتبعه غصةٌ في قلبك، في تلك اللحظة يدرك عقلك أن ما سمعته صحيحًا لكن قلبك يرفض التصديق، لا تعي ما يدور حولك، لا تسمع سوى تلك المعركة الداخلية بين قلبك وعقلك من حيث التصديق ورفض ذلك، إلى أن يحاول قلبك أن يصدق، ولكن لحظة… ” مات ما معنى هذا …. ماذا يعني أنه مات، غير موجود في عالمنا؟!
‏أي لا يمكنني أن أراه مرة أخرى … ولكن كيف بتلك السرعة سرقني الوقت دون أن أقضي معه الكثير، وأخبره أنه عزيز على قلبي، لم أشبع من ملامحه هل رحل حقًا ” كل ذلك يدور بداخلك، أما خارجك تشعر بانعدام الجاذبية كأنك تسبح في الفضاء لا تقوى ساقيك على حملك، تتمنى لو أن تكون غير مرئي، إلى أن تخونك تلك العَبرة في عينيك و تأخذ مسارها على وجهك وتتبعها سيول ….”ما هذه الدموع! هل ستعيده مرة أخرى ….لا، ما الذي يحدث لي لقد فقدت السيطرة على جسدي لا يمكنني التحكم في عيني كلما جففتها تتبعها سيول أصبحت كالمُخَدر، لم يقبض ملك الموت روحه فقط ولكنه أخذ جزءً من روحي أيضا.
‏تذهب إلى الغُسل ويتبعها الجنازة و كل شيئ يحدث سريعًا، تقول لنفسك يا ليتني أستطيع أن أوقف الزمن، يأتي وقت الدفن ويندثر التراب عليه وعلى قلبك.
‏حينها تدرك أنه لن يستيقظ، يمر اليوم ويأتي الناس للتعازي وأنت كما أنت غير مدرك لما يدور حولك، تنظر في وجوه الجميع تبحث عنه، تتمنى أن تجده، لكنك تجد الجميع بجانبك إلا هو، ينتهي اليوم و تتأكد نهائيًا أن ذلك ليس كابوسًا وتستيقظ منه؛ بل إنها الحقيقة المُرة على قلبك وعليك تقبلها .
‏ أما أنا إذا كان بيدي أن أتحكم في الوقت لأوقفت الزمن عند كل لحظة جمعتني بمن تركوني حتى أشبع من ملامحهم وأصواتهم وضحكاتهم، وأخبرهم في كل دقيقة أني أحبهم .
‏لا تدع الدنيا والسعي خلف لقمة العيش، تسرق أيامنا وتفرقنا عمن نحبهم؛ استغلوا كل لحظة حتي لا يأتي علينا وقت نلعن فيه الدنيا لأنها فرقتنا .

قد يعجبك ايضا
تعليقات