القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

موعظةٌ في الحياءِ

145

كتب _ هاني شاكر حسن..

مرَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم على رجلٍ من الأنصارِ يعظُ أخاهُ في الحياء.
(لا تفهم ظاهرَ المعنى وانتظر.. يعظُ أخاهُ في الحياءِ أي يُوصيهِ بأن يُخفف من حيائهِ قَليلاً لأنهُ كان حَييا للغاية)
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:” دعهُ فان الحياءَ من الايمان”.
رواه الامام أحمد .

تخيّلَ لو أن هذا الصحابي الذي كان يَعظُ أخاهُ موجودٌ بيننا الآن، فكيف تكون موعظتهُ في الحياء!!؟.

هَكذا يكونُ حياءُ البنات..!!

جَاءتْ فاطمةُ بنت عتبة بن ربيعة الى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم تريدُ الاسلام، وكان ذلكَ في وُجودِ السيدةَ عائشة،
فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:” بَايعيني يا فاطمة على ألا تُشركي باللهِ شَيئا ولا تَسرقي ولا تَزني..” فلما سمعت فاطمةُ هذهِ الكلمةَ :” ولا تزني” وَضعت يَدها على رَأسها وأنزلت وَجَهها من شِدةِ الحَياء،
فأعجبَ بحيائها صلى الله عليه وسلم،
فقالت لها السيدةُ عائشة: يا فاطمة، بَايعي فان النساءَ بايعنَّ على هذا، فَبايعت فاطمة.

أين أنتِ يا فاطمة؟
فاننا نبحثُ عن أمثالكِ في هذهِ الأيام..!!

يا الله.. ألهذه الدرجة!!

تقولُ السيدةُ عائشة: كنتُ أدخلُ بَيتي، وكانَ قد دُفن في البيتِ رسول الله وأبي بكر، فكنتُ أقولُ لنفسي: أبي وزوجي فأخلعُ وأضعُ ثِيابي، فلمَّا مَات عمر بن الخطاب وَدُفِنَ بجوارِ النبيِ صلى الله عليه وسلم وأبي، فاستحييتُ أن أخلعَ ثيابي، فكنتُ أشدُّ ثِيابي على نفسي حياءً من عمر.

لا تتعجبَ فالقلبُ حَيٌ وحيي..ولكن انظر الى حَيائها.. تَستحي من ميت، هيا.. قَارن حياءها بحيائك.. ما نتيجة المقارنة..!؟

رجل تستحي منه الملائكة..!!

يقول النبي صلى الله عليه وسلم:
” ألا أَستحي من عثمان!؟
ذلكَ رجلٌ تَستحي منه الملائكة”
رواه مسلم والامام أحمد .

الملائكةُ تَستحي منه..! من ادبهِ وحَيائه.
من مِنا عندهُ ربع حياءُ سيدنا عثمان..!؟ أو حتى العشر..!؟

نحن في أشد الاشتياق لرؤية سيدنا عثمان رضي الله عنه ..
اللهم أدخلنا الجنة واجعلنا نراه..

فٌتَشبّهوا ان لم تَكونوا مِثلهِم.. فإن التشبّهِ بالرجالِ فلاحُ.

فَجاءتهُ إِحداهما تَمشي على استِحياء
يقولُ اللهُ عزَ وجل وَاصفا حالِ المرأةُ التي قَابلت سيدنا موسى:{ فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قالت ان أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا}.
[القصص : 25] .

واقرأها مرة أخرى بهذه الطريقة:
{ فجاءته احداهما تمشي على استحياء}.. {على استحياء قالت ان أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا}.

هل فهمت ماذا أقصد؟..
وكأنكَ ستشعرُ أن كلامها على استحياء ومشيتها على استحياء.. حالها كله استحياء.
إن الحياءَ حِينما يُذكر، فالنظرةُ للمرأةِ تكونُ أشدُ وتطالبُ به أشدُ مما يطالبُ به الرجل.

قد يعجبك ايضا
تعليقات