كتبت / أماني إمام
تحكي القصة
“الآن أكتُبُ لكِ على إنفرادٍ، بأحرُفِ سأحَاولُ كبحَها عَن مرئىٰ الجَمِيع، فهِيَ أوَّل مَا أكتُبُ لكِ يا حَبيبتِي، لمْ أجِد لمُغادرتُكِ عنِّي أيَّ أسبابٍ واضِحَه، حتَّى أنَّي أُلقِي بلوْمِ هذا الفِراقُ علَى كُلِّ شيءٍ، ألومُ السَّماءَ وجاذبيَّةَ الأرْضِ التِّي جعلتْكِ تسبَحِين معَ النَّسماتِ الرقِيقةِ إلى حَيثُ لستُ أعرِفْ، لمْ تسمَحِي لِي بِمَعرفَةِ ماذَا تُحبَّين، تُرى أتُحِبِّين القهوَة أَمِ المشرُباتِ البارِده؟ مهْلًا أتُحِبِّينَ الحدِيث معِي أمْ إختَلقتِ تِلكَ القِصَص لتَجعلِي ذكرَياتُكِ لا تُفارِقُ خَيالِي! لم أستَطِع الكَشفَ عنكِ وجعَلتِي وُجودكِ مُبهَمًا كَغِيابكِ الذِي تُعاصرِهُ رُوحِي.
أردْتُ أنْ أُحِبَّكِ حتَّى يفْنَى جسَدِي الضَّعيف فِي الثرىٰ، ولمْ أُطالِبكِ بالكَثِير، فقَط أنْ تسمَحِي لِي بقلِيلٍ مِن الوَقتِ فترِي مَا يحتَوِيه جوفِي حِيالَكِ، أجزُمُ أنَّكِ لبادَلتِنِي نفَسَ تِلكَ المَشاعِر وربَّما أكثرَ! ولكنَّكِ غادَرتِني ولمْ تُفصِحي بأسبَاب، تركتِ مُحِبَّكِ الهَائمَ تائِهًا، ليسَ لهُ سوىٰ البُكاءَ، والتضرُّع للهِ، والكِتابةَ إليكِ.
رُبَّما تعودِين حينَ تتذَكَّري لهذَا الشابِّ محاسِنًا، كانَ يُنصِتُ لحدِيثكِ كأنَّه لمْ يرَ فتاةً قبلًا، ويحنُو عليكِ كأنكِ طِفلتُه، ويُخفِض صوتَه حينَ يوجِّه لكِ الحديثَ لئلَّا يخدِش رقَّتكِ، هذَا المِسكينُ يأمَلُ أنْ تعُودِي وينفُضَ ذلكَ اليأسَ عنكِ، فقط لو تعودي!
لا أعلمَ إن كُنتِ ستأتِ أمْ لَا، لكِن ما أتيقّنهُ جيدًا هو أنَّ هذه الرساله كانتْ كمفتاحٍ لأبوابِ جهنَّم على فؤادي، و أنَّنِي يومَ توقُّفي عن الكِتابه لكِ سيكُون يومَ تشييعِي لمأواى الذي سأُبعثُ منهُ.
مَحبَّتي لكِ وورده.