القاهرية
العالم بين يديك

عن كتاب بين فكي الرحى

192

كتبت/ سالي جابر
رأيت منشورًا يسمى( أغلفة موازية) المنشور عبارة عن وضع غلاف لكتاب كنوع من الهزار، وقد أعجبتني الفكرة جدًا وفكرت كثيرًا في اختيار صورة غلاف موازي لكتاب رائع جدًا جدًا، الكتاب اسمه ( بين فكي الرحى) الأديبة المبدعة د/ رانيا ضيف، الكتاب عبارة عن مقالات متنوعة تشمل علم النفس الإيجابي، ومقالات تأملية في الكثير من الموضوعات المتنوعة، ربما تسرح بعقلك وفكرك داخل صفحات الكتاب وبين سطوره، وقد تجد نفسك وقعت في لغز جميل يسمى( رانيا ضيف) نبدأ أولًا باختيارها لصورة الغلاف، صورة جميلة رائعة تتماشى رويدًا رويدًا مع اسم الكتاب، يكمن الإبداع في ذاك الاسم الذي لا يضع الفرد بين فكي رحى فقط؛ لكنها أرادت طاقة نور وأمل تنبثق من حجر الرحى، تخيل إذا كان الكتاب يحمل اسم وصورة تدل على حجر الرحى والصراع والخراب الداخلي مما يبرز آلامه، فسيكون الاسم والصورة يدعيان للحزن وليس للأمل، وهذا ما لا تريده الكاتبة، وعندما ننظر لموضوعات الكتاب نجدها متنوعة شاملة، جمعت بين فكر ورأي وتأمل حول العلاقة بين المرأة والرجل، وعندما نفقد القدرة على الحياة وكيف تتخلص من ذاك العبث الداخلي الذي يشملنا، وموضوعات شائكة حدثت في نفس الوقت .
ولهذا السبب كان اختيار الصورة، ولأن الأديبة بارعة متمكنة من قلمها وفكرها لم تكن تختار صورة عبثية تضع شعاع أمل في نهاية النفق المظلم.
أما عن اختيار الاسم فإن فكي الرحى هو اسم مقال من موضوعات الكتاب؛ بينما لماذا اختيار ذاك الاسم تحديدًا؟!
كانت الإجابة على لسان الأديبة نفسها هكذا:
” فكرت كثيرًا في اختيار اسم لكن ذاك الاسم تحديدًا مميز جدًا.
يعتبر ذاك الكتاب مفتاح للتخلص من حجر الرحى، لتعيش حياة سعيدة أو ربما جيدة يجب أن يكون لديك مفتاح ابستمولوجي، سيكولوجي، يجمع بين آراء مبدعين ومفكرين رائعين مثل أديبتنا مؤلفة الكتاب، حينما يكون الكتاب مجموعة مقالات منفصلة تضم كل ما يهم حياة الشخص ويحتاج إليها في فكر راقٍ، وعقل واعٍ .
أعجبني كثيرًا إهداء الكتاب، وأنه لا يحمل مقدمة، وربما دل هذا على عقلية مميزة، فإنني أرى أن كتب المقالات لا يجب أن تكون لها مقدمة.
ولكل هذا لا أجد صورة توازي صورة الغلاف، لإن لكل كاتب هدف ورؤية تميزه عن غيره، ولا أحبذ الجملة التي تقول ( الكتاب يبان من عنوانه) إلا إذا تفحصت سطوره لأن هذا الكتاب الذي بين أيدينا له عنوان يحمل فكرة وروح وقلب ينبض بأنه يمكن استخراج الحلو من مرارة الأيام.
شكرًا لأديبتنا المميزة، بارك الله في عقلك وفكرك وقلمك، وأسأل الله- تعالى- أن يمتعكِ بالصحة، وتمتعينا بقلمك البارع وفكرك السديد.

قد يعجبك ايضا
تعليقات