بقلم – نادرة سمير قرني
هل عجزت التكنولوجيا الحديثة عن إنقاذ ريان؟
ولماذا غابت منظمات حقوق الإنسان عن المشهد؟
وإلى متى سيستمر مسلسل إهمال الآبار المفتوحة دون سبب؟
لقد أثارت قصة الطفل المغربي ريان الوطن العربي بأكمله، أيام والعالم العربي يتابع الموقف على أعصابه وسط حالة من التوتر والقلق الشديد، الكل وقف يدعو من جميع الدول العربي لهذا الطفل الصغير ذو الخمس سنوات، جميع الدول العربية وقفت على قلب رجل واحد تنتظر خروج الطفل سالماً، لكن ربما أن ما حدث للطفل ريان أثار الكثير من التساؤلات بداخلي وأولها ما هو الدور الذي قامت به منظمات حقوق الإنسان لحماية هذا الطفل ومساعدة السلطات المغربية في إخراجه بأقصى سرعة، أم أن هذه المنظمات لا تعرف سوى الشعارات والأقاويل التى لاجدوى منها، أين حقوق الطفل التي نصت عليها اتفاقية حقوق الطفل والتي تم توقيعها عام 1989، ألم تنص تلك الاتفاقية على حماية الطفل ضد كل أشكال الإهمال والعنف ورعايته وضمان معيشته بشكل سليم، والدليل على ذلك ما نصت عليه من مواد تؤكد ذلك في وثيقة الأمم المتحدة:
والتي جاء في مادتها الثالثة ونصها: تكفل الدول الأطراف أن تتقيد المؤسسات والإدارات والمرافق المسؤولة عن رعاية أو حماية الأطفال بالمعايير التي وضعتها السلطات المختصة، ولا سيما في مجالي السلامة والصحة وفى عدد موظفيها وصلاحيتهم للعمل، وآذلك من ناحية آفاءة الإشراف.
وفي المادة السادسة منها: تعترف الدول الأطراف بأن لكل طفل حقا أصيلا في الحياة، وتكفل الدول الأطراف إلى أقصى حد ممكن بقاء الطفل ونموه.
كما نصت المادة التاسعة عشر منها على: تتخذ الدول الأطراف جميع التدابير التشريعية والإدارية والاجتماعية والتعليمية الملائمة لحماية الطفل من آافة أشكال العنف أو الضرر أو الإساءة البدنية أو العقلية والإهمال أو المعاملة المنطوية على إهمال، وإساءة المعاملة أو الاستغلال، بما في ذلك الإساءة الجنسية، وهو في رعاية الوالد (الوالدين) أو الوصي القانوني (الأوصياء القانونيين) عليه، أو أي شخص آخر يتعهد الطفل برعايته.
السؤال الثاني الذي يتبادر إلى ذهني:هل التكنولوجيا الحديثة والاختراعات توقفت عند حد الموبايل والذكاء الاصطناعي والروبوتات؟، لماذا لم يفكر العلماء ورجال التكنولوجيا في الوصول لحل واختراع جهاز يمكن من إنقاذ الأطفال الذين يقعون في الآبار، إن قصة ريان لم تكن قصة الطفل الأول الذي يقع في بئر وتتعثر السلطات في إخراجه لأيام عدة، فقد سبق ريان في عام 2013 الطفل الروماني دانييل باسكو والذي نجحت فرق الطوارئ ببلدة بالتا ساراتا في رومانيا بعد عمليات استمرت لمدة 12 ساعة في إنقاذه من خلال الاستعانة بمتطوع يدعي كريستيان يبلغ من العمر أربعة عشر عاماً، وكان الطفل، الذي يدعي دانييل باسكو، يلهو مع أشقائه بالقرب من البئر لكنهم نزعوا غطاءه فجأة فسقط داخله ، وواجهت فرق الإنقاذ التي ذهبت إلى موقع الحادث صعوبة شديدة لإخراج الطفل من فوهة البئر التي لا يتعدى قطرها 30 سنتيمترا. واضطر رجال الإنقاذ للحفر بجانب البئر لتوسيع الفوهة مما سهل لهم انتشال الطفل وقدموا له الإسعافات الأولية داخل سيارة إسعاف قبل نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وفي عام 2019 سقط في بئر طفل بعمر سنتين بعمق حوالي 100 متر في منطقة ملقة بجنوب إسبانيا. كان ذلك في يناير 2019، وفشلت حينها كل المحاولات لإنقاذ الطفل، الذي سقط حينما كانت العائلة تتنزه في يوم العطلة، وفجأة سقط الطفل – وهو يلعب – في البئر.
وفي منطقة حائل بالسعودية، سقط طفل عمره تسع سنوات في بئر ارتوازية عمقها 20 مترًا واستطاعت فرق الإنقاذ انتشاله، أما في منطقة إدلب السورية سقط طفل عمره 10 سنوات في بئر واستمرت محاولات إنقاذه 55 ساعة ولكنه فارق الحياة قبل دقائق من انتشاله.
كثير من الأسئلة تتبادر إلى ذهني وتحتاج إلى إجابات واضحة، لماذا تترك الدول آبارها مفتوحة؟؟؟؟؟ لماذا صار الإهمال يسود المكان؟؟؟؟لماذا لم تطلق جميع الدول حملات لغلق الآبار منذ أول حادث وقوع لطفل في البئر؟؟؟ لماذا وقفت الأمم المتحدة بعيدة عن المشهد؟؟؟لماذا تأخرت السلطات المغربية في إيجاد حل مناسب في توقيت أسرع؟؟؟ لماذا لا يفكر العلماء في حلول للمشكلات الواقعية التي تعايشها المجتمع؟؟؟؟والسؤال الأخير: أين حقوق الطفل؟؟؟ ، ربما كان حادث ريان كان بمثابة تنبيه للعالم أجمع بما يحدث من انتهاكات لحقوقالطفل، ربما جاء ليدعواالعالم كله لإنقاذ الطفل السوري فواز القطيفان .