بقلم_ سالي جابر
أثقلني حملها وأتعبتني الأيام، الحدود التي نضعها في بداية طريقنا لا يمكننا حملها معنا في كل مكان وزمان لثقلها، بينما يمكن أن تكون تلك في أدمغتنا؛ تسير وفق خطواتنا ولا تتغير، العبء الثقيل يتخطى تلك الحدود، يخترق الوجد، يعبث بالذاكرة، ويسير في طرقٍ متشعبة بين هذا، وذاك، وذلك، وتلك، لا تفهمها إلا حينما تعبرها وحيدًا، هل سألت أحدٍ وأجابك إجابة متوجة بأكاليل الرضا إلا ودمعت عيناه، كيف حالك؟! بخير… نستمع تلك الكلمة الخفيفة الثقيلة ولا نضع لها وزنًا، ونمر عليها كمرور الكرام، أنا بخير يا صديقي ولكن قلبي خائفٌ، مذعورٌ، تائهٌ في تلك الصحراء التي تمتليء بأفاعي ضخمة تُلقي عليك السلام وتطعنك في ظهرك عندما ترحل عنها، القلب خاوي لا يسكنه إلا الحزن….تصمت وتتحدث بعين الواعظ وتنصحه بترك المعاصي وتذكره بأن العلم نور، ونور الله لا يهدي لعاصي.
وهل أنت لا تعصي؟! بينما جميعنا نعصي ونخطيء ونتوب، والله أرحم منا على أنفسنا فيقول تعالى:” فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم”
وعلى الوجه الآخر، كيف حالك يا صديقي؟! بخير لكن قلبي متعب أثقله الصمت والكلمات الملثمة بالخوف، الحزن المكتوم في صيحات الألم، الصراخ المحبوس في أوجاع القلوب، ليت لي قلبان؛ قلب يبكي والآخر يبتسم، ليت لي ذراعان؛ واحدة تتألم والآخرى تربت على الكتف بأسمى علامات الحب، ليت عينان واحدة تبكي والآخرى تبتسم، تبتسم في وجهه وتربت على كتفيه وتتمسك بيديه ولا تتركه وحيدًا.
الوحدة ليست أن تكون وحيدًا؛ بينما أن تعيش بين الكثير وتشعر بوحدتك وغربتك، ألا يفهمك أحد.رغم وصفك الدقيق بأن الصداع أصبح لك صديقًا ينخر في عظامك، يفتت صخر حياتك بأمواج العذاب المتراكمة عليه، وهكذا دواليك ولا تمر إلا وتحمل دموعك في كفيك، تتبخر لتصنع منها ماءً عذبًا تشربه في عزلتك، وأنت وحيد تبكي تتفرد بالعذاب.
يا صديقي أنا متعبٌ، فأزيل ثقل الليالي العابسات من وجهي، وأضف إليها قليلٌ من الحب، وبضع قطراتٍ من الأمان.
إنها الحياة دونك لا تكون حياة، ومعك تتحول إلى روحٍ خاص بجمالها وقوانينها أسطورة حافلة بالأحلام.
رئيس مجلس إدارة جريدة القاهرية