القاهرية
العالم بين يديك

الحلم

157

سهام سمير

حلم واحد يراودني منذ عرفته، أن نتناول سويا العشاء.تناول العشاء ارتبط معي بالبيت وأنا ارغب في بيت يضمنا ومائدة تجمعنا وأطفال يضج بهم ذاك البيت فلا أسمع غير أصواتهم وهي تنافس أصوات الأواني في يدي.للطعام عندي مكانة كبيرة ليس مصدرها أنه متعة وفقط لكن له قدسية من أحبه أطهو له أكلته المفضلة وأنا أحبه.لم أتعرف عليه مصادفة بل كان جار العمر وسكنا الجوار فترة طويلة قبل أن ينتقل مع أهله لمنطقة أخرى.يوما بعد يوم أتفنن في طهو الطعام وأعد لذلك اليوم البعيد الذي أدعوه فيه فيتناول العشاء معي.أما عن العشاء فلأنه وقت السكون، وقت ينسحب فيه أغلب الناس ويخلدون للراحة. ولماذا العشاء؟ مرة أخرى لأن الوجبات الأخرى سريعة. الفطور وجبة نتناولها على عجل والكلام بيننا لن يطول.والغداء وجبة مجهدة أقضي فيها معظم اليوم وأنا أريد لذهني أن يكون صافيا ولجسدي أن يكون مرتاحا.العشاء اليوم على ضوء الشموع وفي الخلفية تعزف موسيقى وتشدو وردة أه لو قابلتك من زمان لكن الزمان لم يسمح لنا بتلك المقابلة غادر الحي قبل أن أتقن الطهي.تمر عشرون عاما على أخر مرة رأيته يركب سيارتهم وينطلق مع أسرته لمكان كان مجهولا عليّ فترة لا بأس بها.قضيت العشرين عاما أبحث عن مكانه الجديد وعن وصفة جديدة لأكلة قديمة يعشقها.مما عرفته عنه قديما أنه يحب الملوخية.الملوخية تبدو سهلة مثله تماما، مثل القصة التي نسجتها معه في خيالي.معظم الطعام له لمسة تضفي عليه التفرد ولمسة الملوخية بسيطة مثلها شهقة أطلقها بينما أنزل بالثومة المشوحة على سطحها.لكنه يجب أن يكون حاضرا بينما أشهق وهو لن يحضر إلا على تناول الطعام.هذ عيب الملوخية لا تنتظر أحدا وعيبه الوحيد لا يأتي في موعده.

قد يعجبك ايضا
تعليقات