سهام سمير
اعتدتُ أن أنجو من المشاكل بالدخول للعالم الموازي، العالم الذي أرتب محتوياته بنفسي، أُقرب وأُبعد كما يحلو لي.
يريحني أن أجد مساحات خضراء، ومياه عذبة وشمس دافئة وسماء تخلو من الغيوم.
أعشقُ كل تفصيلة في عالمي، أحفظ أسماء شوارع وحواديت بيوت وقصص لناس.
أعرف في عالمي كيف تكون القوة بلا صوت عالٍ ولا نقد لاذع ولا كلمات مريرة ولا زواجر وأوامر ونواهي.
موسيقى هادئة وكتب تحيط بي وأسماء أدباء واسوني وأثروا عالمي.
لكن ما أن تبدأ العاصفة، حتى يفتح الباب على مصراعيه وأجدني وجها لوجه معها.
لم يعد يجدي الهروب، ولا التعايش مع مرارات لا تفتأ تتكرر بتفاصيلها.
منذ قررت أن أفتح عيناي ولا أسكت، حتى ذقت طعم المر الحلو في فمي.
المر في مواجهة حقائق لم يعد الإنكار يفيد فيها والحلو في أني أحيا، أعيش وأتنفس .
بداية الحكاية مع مواجهة ضعفي ومخاوفي، مع تقبل ما أجده عيبا في ويحتاج لإصلاح.
أما مواجهة العجز في إصلاح ماحولي، فهو محتاج لقبول وتعايش من نوع أخر.
أنا المجرم الذي بحوم حول مكان جريمته، دون أن يقصد الكشف عن هويته فيُكشف.
أنا الموسوم بعذابات الماضي، لكني أتطهر كل صباح عل الوسوم تتلاشى.
أنا المرجوم بخطايا لم يقترفها، والناجي بخطايا حقا فعلها.
ما بين مواجهة نفسي والجلوس معها ومعاهدتها ألا أرهقها ثانية وبين جلد ذاتي شعرة أضمدها مساء ويأتي الصباح ليقطعها.
مختبئة بين طيات صفحات لا تخصني، وعليها توقيع غيري وأمحو توقيعي عن كل ما أسطره.
أقرأ علني أتعافى، وأعلم أن دوائي في ولا أملك اليقين لأتجرعه.
أنشطر نصفين كل يوم، نصف غاضب يهدر ويتوعد ويشكو ونصف يربت على كتف الأخر ويهدهد شجونه.